بحـث
المواضيع الأخيرة
ماذا جرى في قصر الرحاب ؟ ومقتل العائلة المالكة في العراق
سلام عادل :: الاولى :: تاريخ وحضارات
صفحة 1 من اصل 1
ماذا جرى في قصر الرحاب ؟ ومقتل العائلة المالكة في العراق
[size=32][size=32]
(( ماذا جرى في قصر الرحاب ومقتل العائلة المالكة في العراق ))
لم تعد (دار السيد مأمونة) صبيحة هذا اليوم المشهود
كما كان يقول نوري باشا السعيد قبل فترة ليست بالطويلة .
وكأنه رحمه الله كان مفعم بالثقة
والمرونة من إن هذه الدار ستبقى أمينة .
لكنه نسى إن ( العراق) بلد المفارقات والمفاجآت ..... والدم .
مدير الأمن العام الملكي ( بهجت العطية) أكد وبصورة مستمرة للبلاط الملكي
بضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة
للحد من النشاطات المعادية للملكية في صفوف الجيش
وقطاعات واسعة
من التيارات السياسية القومية والشيوعية .
لكنه كان دوما يقابل برد عنيف من قبل خال الملك
والوصي السابق على عرش العراق ....
الأمير ( عبد الإله بن علي بن الشريف حسين ) بالذات .. !!!
لماذا كان ( عبد الإله ) يتجاهل وبكل قوة
تحذيرات الأجهزة الأمنية والاستخبارات العراقية ........
ليس هذا فقط بل إن الكثير من الأجهزة الأمنية للدول المجاورة للعراق
حذرت من إن ( القادم ) ينذر بحدوث ثورة وفوضى عارمة !!!؟
إنني واثق إن الأمير كان يفهم جدية تلك التقارير
ويعي جيدا حجم المخاطر التي تحيق به
وبالعائلة المالكة
ويعرف جيدا انه غير مرغوب به من الشعب والجيش معا ........
وكان في مجالسه الخاصة يقول :-
(( إذا كانت العائلة المالكة غير مرغوب فيها
فنحن على استعداد .....
ليس فقط لترك السلطة ....
بل وحتى الرحيل ))
هل كان الأمير ينتظر استفتاء
أو أجراء ما يقرر فيه البقاء أو الرحيل ؟
أشك في ذلك ..... !!!
لاحظ المقربون
من الأمير أنه كان يعيش حالة شرود ذهني
وتتملكه مشاعر يأس قاتلة....
خصوصا أيامه الأخيرة
وان كابوس ثقيل يجثم على صدره .....
وكان دوما يحاول الانفراد بنفسه
الأمير عبد الإله في الوسط
بعيدا حيث لا يراه أحدا ويسير أحيانا كثيرة
في نفس الطريق
الذي قتل فيه الملك المحبوب ( غازي ) رحمه الله
يقول د. كمال السامرائي
الذي شهد وفاة الملكة ( عالية ) زوجة الملك غازي .....
أنها طلبت رؤية أخيها الأمير عبد الإله ....
فجاءها بعجلة وقلق
وارتمى على قدميها
دون إن ينبس بكلمة واحدة
فسحبت الملكة رجليها وهي تقول ( استغفر الله )
ورأيت عبد الإله يشير ألي بعينيه أن اخرج من الغرفة
أو هكذا خيل لي فنهضت لأغادر الغرفة .
إلا إن الملكة أسرعت بالقول
(( لا .. أنا أريد إن يبقى الدكتور كمال
شاهدا على ما أقوله لك ... إمام الله ))
ثم أردفت تقول له :
يا أخي عبد الإله ....
كان فيصل يتيم الأب وعما قريب سيكون يتيم إلام أيضا ....
فعدني أن تكون له أبا و أما ...
أغفر لك كل ما مضى.... !!!
وأراد عبد الإله أن يقاطعها ..............
ألا أنها ردته بحزم !!
ترى ماذا قالت له ؟
الملكة عالية
قالت له :
عدني إمام الدكتور كمال فهو شاهدي في دار البقاء ....
عدني يا عبد الإله .
وكررت ذلك مرتين فتمتم بالوعد
وخرج من الغرفة وهي تشيعه بنظرات باردة!!!!
الواضح وبضبابية إن الملكة عالية
كانت تعرف شيء ما عن مقتل زوجها ( غازي )
وتعرف من قتله بصورة مباشرة أو غير مباشرة ......
الملك غازي الأول
والمعروف عنها ببعد النظر .
يقول السيد سامي عبد القادر مرافق الملك غازي
إن اجتماعا عقد في قصر الزهور ضم رئيس الوزراء والوزراء ............
لإقرار الملك فيصل الثاني على عرش العراق
ومناقشة من يكون وصيا على العرش .
وشاءت الصدف أن أجلس مع الأمير زيد الذي طلب مني أن أتتبع سير الاجتماع
ونتائجه حيث كان يطمح لتولي منصب الوصاية !!
ولما دخلت غرفة الاجتماع
وقفت قليلا وبينما إنا على هذه الحال
دخلت الملكة عالية إلى غرفة الاجتماع ....
وبصحبتها عبد الإله وكان من حسن الصدف قريبين مني
وصارا يتحدثان باللغة التركية .
ولما كنت أجيد هذه اللغة
فقد سمعت الملكة عالية تقول لأخيها عبد الإله
(( لماذا جعلت طفلي يتيما يا عبد الإله ؟ ))
فأجابها : اتركي هذا الموضوع ألان ..
وعليك إن تشهدي بأن غازي
أكد لي أكثر من مرة .................
بأن عبد الإله يكون وصيا على فيصل من بعدي .
وقد فعلت الملكة عالية ما طلب منها .
وأكد سامي عبد القادر أنه قد علم كما قالوا له فيما بعد
أن الملكة عالية لم ( تحلف اليمين) عندما أدلت بشهادتها !!!
يجب إن نتوقف قليلا
وجمع غير قليل يشكك في الأمر
والسؤال ....
هل السيد سامي عبد القادر كان صادق فيما يقول ؟
هو بالأساس لا يعلم علم اليقين في موضوع الشهادة
لأنه قال ( كما قالوا لي ) ......
وبمعنى أخر لا يستطيع التأكيد أو النفي على ما حدث ..
والواضح جدا انه كان لا يحب الأمير إطلاقا .
وأراد التشكيك في الأمر برمته ....
الأمير زيد بن الشريف حسين
والدليل إن الأمير زيد قال له بشيء من الغضب
صحيح يا سامي إن غازي يوصي لعبد الإله؟
وكان جوابه له :
حاشا لله إن الملك غازي يكره عبد الإله كراهية شديدة .
وبما إن السيد سامي
كان المرافق الخاص للملك غازي ......
أكيد تأثر بطريقة أو بأخرى .
مرافق الملك غازي السيد سامي عبد القادر
لان الملك غازي كان فعلا لا يحب الأمير عبد الإله .
لماذا كان الملك غازي يكره الأمير عبد الإله ؟ [/size]
كان الملك غازي يكره الأمير عبد الإله
لأنه كان يعتبره كائن طفيلي .
والملكة عالية زوجة الملك غازي كانت تعلم الكثير ..
وفضلت الصمت .
والعجيب أنها تعرف قاتل زوجها وتسكت ..
لأنها تعلمت وأدركت وأخذت درسا بليغا لما حدث لزوجها
لا فائدة من مقارعة الانكليز
خوفا على ولدها الوحيد الملك فيصل الثاني .
الإنسان أحيانا تعود فيها الذاكرة إلى الوراء
ولعل الأمير وفي خضم الملمات تذكر شهداء مايس 1941م
وهنا أحاول إن أراجع دورة التأريخ واستمد العون منها لكي افهم ما حصل ....
ولا أقول إن الأمير عبد الإله كان يشعر بالذنب
لان الأمر وببساطة كبيرة
كان يمس ( الكبرياء ) الذي في داخله .
وهنا وافق على إن يتحدى الرأي العام لكي يثبت للمستعمر الانكليزي البغيض حسن نواياه
نكل بالشهيد الميت صلاح الدين الصباغ
وباعتقاده أنه أعطى درسا
لكل من تسول نفسه التمرد على الأمر الواقع .
وكان هنا مقتله بالذات
صورة نادرة للعقيد صلاح الدين الصباغ وهو برتبة ملازم
هذا من سوء حظه
لأنه تغاضى ولم يفهم شخصية الفرد العراقي بصورة واقعية وحقيقية .
حاولت أم الشهيد يونس السبعاوي
وهي في الحقيقة امرأة متقدمة في السن
أن تفعل شيئا ينقذ ولدها من حبل المشنقة .
وطلبت مقابلة الأمير عبد الإله ألا انه رفض مقابلتها ....
فلم تجد أفضل من الإسراع لمقابلة أم الأمير ... ( نفيسة )
وقالت لها :
(( أنت أم قبل إن تكوني أميرة ..
لك ابن واحد شأنك شأني
وتعرفين مدى تعلق إلام بولدها الوحيد ........
فكيف إذا كان هذا الولد قد رزقت فيه
بعد أن فقدت ثلاثة عشر قبله ...
ناشدتك باسم الأمومة
إن تبادري إلى إنقاذ ولدي
من حبل المشنقة الذي ينتظره))
لم تكن تلك الكلمات المؤثرة
التي تنطق بها أم مفجعة كافية
لكي تحرك مشاعر الرحمة والتضامن عند أم الأمير ..
المعروفة أصلا بحبها لفعل الخير وكسب الثواب .
بل على العكس بادرتها بكلمات تركية
فاهت فيها بعصبية وخشونة ملفتة للنظر !!!!!
وحينها أدركت أم الشهيد إن لا فائدة من الكلام
وان ابنها سيعدم لا محالة ....
رفعت يدها واتجهت ببصرها إلى السماء قائلة والعبرة تخنقها
فهي لم تعد تخشى احد :
(( اسأل الله إن يكون مصير ولدك كمصير ولدي )) [/size]
كان بمقدور الأمير عبد الإله إن يرحل لأنه كان يعرف الثمن الباهظ الذي سيدفعه
نظير ما قام به (كما تدين تدان) .
ربما كانت له أسبابه ومبرراته .
وبدلا من إن يحاول إن يدرس ما يدور حوله بحكمة وتروي .......
وان يحاول اجتياز الإخطار الجسيمة التي تحيط به من كل جانب
كان يسهر الليالي يحتسي الخمر أحيانا كثيرة بإفراط
محاولا الابتعاد قدر المستطاع عن تلك الأجواء المرعبة .
لن أقول إن الأمير عبد الإله كان يشعر بالخوف لسبب بسيط .......
إن مقياس الشجاعة والخوف تحدده المواقف الصعبة....
وحتى هذه ليست كافية لتحديد المواقف بشكل منصف .
لا اعرف لماذا يتملكني الشعور بأن الأمير لم ينصفه التأريخ!!!!!!
ومع وجود دلائل كثيرة في معرفته لمقتل الملك غازي في حادثة السيارة الشهيرة .
لكن لم يظهر دليل واحد حاسم .... توضع فيه النقاط على الحروف .
وقصة إعدام ضباط حركة مايس ...
كانت ردة فعل غير محسوبة لان القرار أصلا كان بإرادة انكليزية .
والخطأ الجسيم الذي ارتكب عام 1948 بوقف الهجوم على اليهود ...
لان الأوامر كانت صريحة
من المعروف عن الأمير عبد الإله انه كان إنسان بسيط
لا يتأثر كثيرا بالبهرجة المفتعلة وغيرها
عندي شهادة لرجل عاش إحدى الحالات التي كادت ان تقطع رزقه
ذات يوم كانت الشريعة النهرية قبالة البلاط الملكي
على الضفة الأخرى لنهر دجلة ... صوب الكرخ .
فيها محطة لرسو ( الدوب النهرية ) والمكان بالضبط
قريب جدا من سايلو الحبوب في منطقة العطيفية من بغداد حاليا .
كانت هذه الشريعة مخصصة لتفريغ ( ألبواري ) المصنوعة من قصب البردي .
والشريعة تعني الميناء الصغير ولكون هذه المنطقة عميقة بعض الشيء .....
فهي كانت مناسبة جدا للرسو ولا يصلح إي مكان أخر عداها .
جاء ( عبيد عبد الله المضايفي ) من كبار مرافقي الأمير عبد الإله
وقال لصاحب البضاعة الواصلة إليه
إن يجد مكان أخر غير هذا المكان
لان ( الاكشاش ) التي تتطاير تسبب الضيق لجلالة الملك والأمير .
ولا تنسى إن جلالة الملك فيصل عنده ( ربو )
و( الاكشاش ) تعني الأجزاء الصغيرة من القصب
والتي تتطاير بفعل سرعة الريح .
وكان الأمر يعني قطع الأرزاق ... وقرر الرجل الذهاب إلى البلاط الملكي .
وفعلا دخل الرجل إلى البلاط الملكي ...
وكان الباب مفتوح للجميع وثمة عدد قليل من الحرس الملكي
وأرشدهم احدهم إلى غرفة المرافق الأقدم ..........
يقول الرجل :
( وتحاورنا معه بشأن قرار رحلينا
ويبدو إن الصوت وصل إلى مسامع الأمير الذي كانت غرفته مجاورة
لغرفة المرافق ونادي عليه وقال له الجماعة أللي يمك شيريدون ...
فقال له المرافق إن الأمر يتعلق بخصوص ( الاكشاش )
المتطايرة من قبلهم ونادي لرؤية الرجل
ووقف الرجل إمام الأمير
الذي كان ينظر إلى الرجل ويوجه كلامه إلى المرافق وقال له
عوف الناس بحالهم قابل نقطع رزقهم ...
خلي ينظفون المكان بعد ميخلصون
قال الرجل للأمير صار سيدنا ...
فقال الأمير له .... اذهب أخي ولن يتعرض لك احد مرة أخرى )
شهادة الرجل حقيقية تماما .. وما زال على قيد الحياة
الأهم من هذا كله ماذا نستنتج بالتحديد ..
كانت الناس تتصرف بعفوية تماما
وكانت الباب مفتوحة لكل متضرر
ولم يكن هناك احتراز أمنية مبالغ فيها ولا هم يحزنون
وهذا يعني إن الناس كانت تعيش في أمان.
ولهذا السبب وحده ...
كل من عاصر تلك الحقبة الزمنية يترحم عليها .
هذا الرجل الذي قابل الوصي ... هو والدي
كان عمر والدي خمس سنوات حين شارك مع والده
في موكب تشييع الملك غازي ( رحمه الله )
عام 1957م أستقبل الأمير عبد الإله في إحدى المرات أحد زائريه
وقال له :-
(( أنا اعرف أنه إذا بقيت الأمور على هذه الشاكلة ..
سيدخلون علينا ويقتلوننا هنا ))
فقال الزائر وماذا تنتظرون لكي تعدلوا الأمور ؟
فقال الأمير أن أيدينا مغلولة لقلة الرجال وزحمة الإحداث
فأجابه الزائر .... ولم لا تستعينون بالشباب من الجيل الجديد
فقال :- (( أن هذا من شأن فيصل ..
فيوم يكبر عليه إن يتدبر شبابا يعملون معه ..
إما إنا فالشباب يكرهونني ))
وحتى اللحظات الأخيرة للاستسلام
ألتفت عبد الإله نحو العائلة المالكة وقال لهم :
أعتقد أنهم سيأخذونني لوحدي
أما انتم فلا خوف عليكم
ثم خاطب الملك فيصل قائلا له
بحزن بالغ :-
(( أما أنت فتنازل عن العرش وغادر البلاد ))
والغريب في الأمر كله إن الأمير عبد الإله
كان يقضي الصيف في تركيا هربا من حر تموز اللاهب ألا أنه عاد فجأة إلى بغداد
وكأن القدر كان يتربص به
من ما جعله يستعجل العودة لملاقاة مصيره
فسئل لماذا عدت ؟
فأجاب :-
(( لقد طرق سمعي أن بغداد مقبلة على قلاقل ومشاكل
أثناء غياب الملك عن العراق أريد إن أكون قريبا لكي أعالج الأمور بنفسي ))
التيارات السياسية والجيش معا كان يتهم العائلة الملكية بالتبعية
ولكن لمن !! ؟
المد القومي في العراق .. ألم تكن له تبعية ؟
المد الشيوعي في العراق الم تكن له تبعية !!!!!؟
الضباط الأحرار ... الم تكن لهم أيضا تبعية ؟
الجميع لهم تبعية كما يجري اليوم في العراق والدول العربية
ولنفترض إن الأمير عبد الإله أرتكب أخطاء جسيمة فعلا بتبعيته لــ أبو ناجي
هل كانت بمستوى الأخطاء الفادحة والشنيعة
أم الورقة الصك التي فيها بيع فلسطين ووقعها حاكم عربي ؟
أو الكارثة التي حلت على العراق بعد مصرع العائلة المالكة !!!!؟
عندما عاد عبد السلام عارف إلى بيته في الاعظمية
وقال لزوجته .... إننا قتلنا العائلة المالكة
ردت عليه زوجته :
( لعد شوفوا الله أشراح يسوي بيكم )
كان الحاج محمد عارف رحمه الله
من تجار الأقمشة المشهورين في الكرخ
كان تقيا ورعا وصادقا في معاملاته
التجارية مع الناس
وكان يحمل شعورا وطنيا آنذاك ...... إي في العهد الملكي
وهو معارض في مجالسه الخاصة لنظام الحكم القائم
كان يتكلم أحيان كثيرة مع أولاده
ويذم الانكليز ويهاجم ساسة العراق الذين يتولون الحكم
وعندما قامت ثورة 14 تموز 1958 ونفذها ولده عبد السلام
جاء عبد السلام بركبه ومرافقيه
إلى بيت والده في سوق حماده في الكرخ
وهو منتشي بالنصر
واستقبلهم أبناء المحلة بالهتافات والزغاريد
وترجل من سيارته
ودخل ومن معه إلى البيت ووقف في باحة البيت الشرقي
متوقعا ا ن يجد والده ليحتضنه بالقبلات
مفتخرا وبعمله إلا انه لم يجده
وظن انه خارج البيت وعندما سئل عنه قيل له انه جالس في غرفته
فاستغرب عبد السلام عارف هذا التصرف من والده
ذي الشعور الوطني وعندما قصده إلى الغرفة ومعه نفر من أصحابه
عاتب والده بأدب واحترام قائلا
لماذا يا والدي لم تخرج من غرفتك وقد جئتك محققا لحلمك الوطني
وها هو قد تحقق الحلم
ربيتنا على حب الوطن ومقارعة الاستعمار
فانتفض الوالد إمام الجميع وقال بصوت عالٍ ومرتفع يصل إلى مرحلة
الاهانة إمام الحضور
هل من الوطنية يا عبد السلام إن تقتلوا العائلة المالكة
بهذا الشكل وأين ما كنت أكرره عليكم من وصايا ديننا الحنيف التي لا تجيز
التمثيل (بالكلب العقور) وان فعلكم غير صحيح
وإنني ممتعض ومستاء
لا بل خجل من الناس لأنك ابني
(( ماذا جرى في قصر الرحاب ومقتل العائلة المالكة في العراق ))
لم تعد (دار السيد مأمونة) صبيحة هذا اليوم المشهود
كما كان يقول نوري باشا السعيد قبل فترة ليست بالطويلة .
وكأنه رحمه الله كان مفعم بالثقة
والمرونة من إن هذه الدار ستبقى أمينة .
لكنه نسى إن ( العراق) بلد المفارقات والمفاجآت ..... والدم .
مدير الأمن العام الملكي ( بهجت العطية) أكد وبصورة مستمرة للبلاط الملكي
بضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة
للحد من النشاطات المعادية للملكية في صفوف الجيش
وقطاعات واسعة
من التيارات السياسية القومية والشيوعية .
لكنه كان دوما يقابل برد عنيف من قبل خال الملك
والوصي السابق على عرش العراق ....
الأمير ( عبد الإله بن علي بن الشريف حسين ) بالذات .. !!!
لماذا كان ( عبد الإله ) يتجاهل وبكل قوة
تحذيرات الأجهزة الأمنية والاستخبارات العراقية ........
ليس هذا فقط بل إن الكثير من الأجهزة الأمنية للدول المجاورة للعراق
حذرت من إن ( القادم ) ينذر بحدوث ثورة وفوضى عارمة !!!؟
إنني واثق إن الأمير كان يفهم جدية تلك التقارير
ويعي جيدا حجم المخاطر التي تحيق به
وبالعائلة المالكة
ويعرف جيدا انه غير مرغوب به من الشعب والجيش معا ........
وكان في مجالسه الخاصة يقول :-
(( إذا كانت العائلة المالكة غير مرغوب فيها
فنحن على استعداد .....
ليس فقط لترك السلطة ....
بل وحتى الرحيل ))
هل كان الأمير ينتظر استفتاء
أو أجراء ما يقرر فيه البقاء أو الرحيل ؟
أشك في ذلك ..... !!!
لاحظ المقربون
من الأمير أنه كان يعيش حالة شرود ذهني
وتتملكه مشاعر يأس قاتلة....
خصوصا أيامه الأخيرة
وان كابوس ثقيل يجثم على صدره .....
وكان دوما يحاول الانفراد بنفسه
الأمير عبد الإله في الوسط
بعيدا حيث لا يراه أحدا ويسير أحيانا كثيرة
في نفس الطريق
الذي قتل فيه الملك المحبوب ( غازي ) رحمه الله
يقول د. كمال السامرائي
الذي شهد وفاة الملكة ( عالية ) زوجة الملك غازي .....
أنها طلبت رؤية أخيها الأمير عبد الإله ....
فجاءها بعجلة وقلق
وارتمى على قدميها
دون إن ينبس بكلمة واحدة
فسحبت الملكة رجليها وهي تقول ( استغفر الله )
ورأيت عبد الإله يشير ألي بعينيه أن اخرج من الغرفة
أو هكذا خيل لي فنهضت لأغادر الغرفة .
إلا إن الملكة أسرعت بالقول
(( لا .. أنا أريد إن يبقى الدكتور كمال
شاهدا على ما أقوله لك ... إمام الله ))
ثم أردفت تقول له :
يا أخي عبد الإله ....
كان فيصل يتيم الأب وعما قريب سيكون يتيم إلام أيضا ....
فعدني أن تكون له أبا و أما ...
أغفر لك كل ما مضى.... !!!
وأراد عبد الإله أن يقاطعها ..............
ألا أنها ردته بحزم !!
ترى ماذا قالت له ؟
الملكة عالية
قالت له :
عدني إمام الدكتور كمال فهو شاهدي في دار البقاء ....
عدني يا عبد الإله .
وكررت ذلك مرتين فتمتم بالوعد
وخرج من الغرفة وهي تشيعه بنظرات باردة!!!!
الواضح وبضبابية إن الملكة عالية
كانت تعرف شيء ما عن مقتل زوجها ( غازي )
وتعرف من قتله بصورة مباشرة أو غير مباشرة ......
الملك غازي الأول
والمعروف عنها ببعد النظر .
يقول السيد سامي عبد القادر مرافق الملك غازي
إن اجتماعا عقد في قصر الزهور ضم رئيس الوزراء والوزراء ............
لإقرار الملك فيصل الثاني على عرش العراق
ومناقشة من يكون وصيا على العرش .
وشاءت الصدف أن أجلس مع الأمير زيد الذي طلب مني أن أتتبع سير الاجتماع
ونتائجه حيث كان يطمح لتولي منصب الوصاية !!
ولما دخلت غرفة الاجتماع
وقفت قليلا وبينما إنا على هذه الحال
دخلت الملكة عالية إلى غرفة الاجتماع ....
وبصحبتها عبد الإله وكان من حسن الصدف قريبين مني
وصارا يتحدثان باللغة التركية .
ولما كنت أجيد هذه اللغة
فقد سمعت الملكة عالية تقول لأخيها عبد الإله
(( لماذا جعلت طفلي يتيما يا عبد الإله ؟ ))
فأجابها : اتركي هذا الموضوع ألان ..
وعليك إن تشهدي بأن غازي
أكد لي أكثر من مرة .................
بأن عبد الإله يكون وصيا على فيصل من بعدي .
وقد فعلت الملكة عالية ما طلب منها .
وأكد سامي عبد القادر أنه قد علم كما قالوا له فيما بعد
أن الملكة عالية لم ( تحلف اليمين) عندما أدلت بشهادتها !!!
يجب إن نتوقف قليلا
وجمع غير قليل يشكك في الأمر
والسؤال ....
هل السيد سامي عبد القادر كان صادق فيما يقول ؟
هو بالأساس لا يعلم علم اليقين في موضوع الشهادة
لأنه قال ( كما قالوا لي ) ......
وبمعنى أخر لا يستطيع التأكيد أو النفي على ما حدث ..
والواضح جدا انه كان لا يحب الأمير إطلاقا .
وأراد التشكيك في الأمر برمته ....
الأمير زيد بن الشريف حسين
والدليل إن الأمير زيد قال له بشيء من الغضب
صحيح يا سامي إن غازي يوصي لعبد الإله؟
وكان جوابه له :
حاشا لله إن الملك غازي يكره عبد الإله كراهية شديدة .
وبما إن السيد سامي
كان المرافق الخاص للملك غازي ......
أكيد تأثر بطريقة أو بأخرى .
مرافق الملك غازي السيد سامي عبد القادر
لان الملك غازي كان فعلا لا يحب الأمير عبد الإله .
لماذا كان الملك غازي يكره الأمير عبد الإله ؟ [/size]
كان الملك غازي يكره الأمير عبد الإله
لأنه كان يعتبره كائن طفيلي .
والملكة عالية زوجة الملك غازي كانت تعلم الكثير ..
وفضلت الصمت .
والعجيب أنها تعرف قاتل زوجها وتسكت ..
لأنها تعلمت وأدركت وأخذت درسا بليغا لما حدث لزوجها
لا فائدة من مقارعة الانكليز
خوفا على ولدها الوحيد الملك فيصل الثاني .
الإنسان أحيانا تعود فيها الذاكرة إلى الوراء
ولعل الأمير وفي خضم الملمات تذكر شهداء مايس 1941م
وهنا أحاول إن أراجع دورة التأريخ واستمد العون منها لكي افهم ما حصل ....
ولا أقول إن الأمير عبد الإله كان يشعر بالذنب
لان الأمر وببساطة كبيرة
كان يمس ( الكبرياء ) الذي في داخله .
وهنا وافق على إن يتحدى الرأي العام لكي يثبت للمستعمر الانكليزي البغيض حسن نواياه
نكل بالشهيد الميت صلاح الدين الصباغ
وباعتقاده أنه أعطى درسا
لكل من تسول نفسه التمرد على الأمر الواقع .
وكان هنا مقتله بالذات
صورة نادرة للعقيد صلاح الدين الصباغ وهو برتبة ملازم
هذا من سوء حظه
لأنه تغاضى ولم يفهم شخصية الفرد العراقي بصورة واقعية وحقيقية .
حاولت أم الشهيد يونس السبعاوي
وهي في الحقيقة امرأة متقدمة في السن
أن تفعل شيئا ينقذ ولدها من حبل المشنقة .
وطلبت مقابلة الأمير عبد الإله ألا انه رفض مقابلتها ....
فلم تجد أفضل من الإسراع لمقابلة أم الأمير ... ( نفيسة )
وقالت لها :
(( أنت أم قبل إن تكوني أميرة ..
لك ابن واحد شأنك شأني
وتعرفين مدى تعلق إلام بولدها الوحيد ........
فكيف إذا كان هذا الولد قد رزقت فيه
بعد أن فقدت ثلاثة عشر قبله ...
ناشدتك باسم الأمومة
إن تبادري إلى إنقاذ ولدي
من حبل المشنقة الذي ينتظره))
لم تكن تلك الكلمات المؤثرة
التي تنطق بها أم مفجعة كافية
لكي تحرك مشاعر الرحمة والتضامن عند أم الأمير ..
المعروفة أصلا بحبها لفعل الخير وكسب الثواب .
بل على العكس بادرتها بكلمات تركية
فاهت فيها بعصبية وخشونة ملفتة للنظر !!!!!
وحينها أدركت أم الشهيد إن لا فائدة من الكلام
وان ابنها سيعدم لا محالة ....
رفعت يدها واتجهت ببصرها إلى السماء قائلة والعبرة تخنقها
فهي لم تعد تخشى احد :
(( اسأل الله إن يكون مصير ولدك كمصير ولدي )) [/size]
كان بمقدور الأمير عبد الإله إن يرحل لأنه كان يعرف الثمن الباهظ الذي سيدفعه
نظير ما قام به (كما تدين تدان) .
ربما كانت له أسبابه ومبرراته .
وبدلا من إن يحاول إن يدرس ما يدور حوله بحكمة وتروي .......
وان يحاول اجتياز الإخطار الجسيمة التي تحيط به من كل جانب
كان يسهر الليالي يحتسي الخمر أحيانا كثيرة بإفراط
محاولا الابتعاد قدر المستطاع عن تلك الأجواء المرعبة .
لن أقول إن الأمير عبد الإله كان يشعر بالخوف لسبب بسيط .......
إن مقياس الشجاعة والخوف تحدده المواقف الصعبة....
وحتى هذه ليست كافية لتحديد المواقف بشكل منصف .
لا اعرف لماذا يتملكني الشعور بأن الأمير لم ينصفه التأريخ!!!!!!
ومع وجود دلائل كثيرة في معرفته لمقتل الملك غازي في حادثة السيارة الشهيرة .
لكن لم يظهر دليل واحد حاسم .... توضع فيه النقاط على الحروف .
وقصة إعدام ضباط حركة مايس ...
كانت ردة فعل غير محسوبة لان القرار أصلا كان بإرادة انكليزية .
والخطأ الجسيم الذي ارتكب عام 1948 بوقف الهجوم على اليهود ...
لان الأوامر كانت صريحة
من المعروف عن الأمير عبد الإله انه كان إنسان بسيط
لا يتأثر كثيرا بالبهرجة المفتعلة وغيرها
عندي شهادة لرجل عاش إحدى الحالات التي كادت ان تقطع رزقه
ذات يوم كانت الشريعة النهرية قبالة البلاط الملكي
على الضفة الأخرى لنهر دجلة ... صوب الكرخ .
فيها محطة لرسو ( الدوب النهرية ) والمكان بالضبط
قريب جدا من سايلو الحبوب في منطقة العطيفية من بغداد حاليا .
كانت هذه الشريعة مخصصة لتفريغ ( ألبواري ) المصنوعة من قصب البردي .
والشريعة تعني الميناء الصغير ولكون هذه المنطقة عميقة بعض الشيء .....
فهي كانت مناسبة جدا للرسو ولا يصلح إي مكان أخر عداها .
جاء ( عبيد عبد الله المضايفي ) من كبار مرافقي الأمير عبد الإله
وقال لصاحب البضاعة الواصلة إليه
إن يجد مكان أخر غير هذا المكان
لان ( الاكشاش ) التي تتطاير تسبب الضيق لجلالة الملك والأمير .
ولا تنسى إن جلالة الملك فيصل عنده ( ربو )
و( الاكشاش ) تعني الأجزاء الصغيرة من القصب
والتي تتطاير بفعل سرعة الريح .
وكان الأمر يعني قطع الأرزاق ... وقرر الرجل الذهاب إلى البلاط الملكي .
وفعلا دخل الرجل إلى البلاط الملكي ...
وكان الباب مفتوح للجميع وثمة عدد قليل من الحرس الملكي
وأرشدهم احدهم إلى غرفة المرافق الأقدم ..........
يقول الرجل :
( وتحاورنا معه بشأن قرار رحلينا
ويبدو إن الصوت وصل إلى مسامع الأمير الذي كانت غرفته مجاورة
لغرفة المرافق ونادي عليه وقال له الجماعة أللي يمك شيريدون ...
فقال له المرافق إن الأمر يتعلق بخصوص ( الاكشاش )
المتطايرة من قبلهم ونادي لرؤية الرجل
ووقف الرجل إمام الأمير
الذي كان ينظر إلى الرجل ويوجه كلامه إلى المرافق وقال له
عوف الناس بحالهم قابل نقطع رزقهم ...
خلي ينظفون المكان بعد ميخلصون
قال الرجل للأمير صار سيدنا ...
فقال الأمير له .... اذهب أخي ولن يتعرض لك احد مرة أخرى )
شهادة الرجل حقيقية تماما .. وما زال على قيد الحياة
الأهم من هذا كله ماذا نستنتج بالتحديد ..
كانت الناس تتصرف بعفوية تماما
وكانت الباب مفتوحة لكل متضرر
ولم يكن هناك احتراز أمنية مبالغ فيها ولا هم يحزنون
وهذا يعني إن الناس كانت تعيش في أمان.
ولهذا السبب وحده ...
كل من عاصر تلك الحقبة الزمنية يترحم عليها .
هذا الرجل الذي قابل الوصي ... هو والدي
كان عمر والدي خمس سنوات حين شارك مع والده
في موكب تشييع الملك غازي ( رحمه الله )
عام 1957م أستقبل الأمير عبد الإله في إحدى المرات أحد زائريه
وقال له :-
(( أنا اعرف أنه إذا بقيت الأمور على هذه الشاكلة ..
سيدخلون علينا ويقتلوننا هنا ))
فقال الزائر وماذا تنتظرون لكي تعدلوا الأمور ؟
فقال الأمير أن أيدينا مغلولة لقلة الرجال وزحمة الإحداث
فأجابه الزائر .... ولم لا تستعينون بالشباب من الجيل الجديد
فقال :- (( أن هذا من شأن فيصل ..
فيوم يكبر عليه إن يتدبر شبابا يعملون معه ..
إما إنا فالشباب يكرهونني ))
وحتى اللحظات الأخيرة للاستسلام
ألتفت عبد الإله نحو العائلة المالكة وقال لهم :
أعتقد أنهم سيأخذونني لوحدي
أما انتم فلا خوف عليكم
ثم خاطب الملك فيصل قائلا له
بحزن بالغ :-
(( أما أنت فتنازل عن العرش وغادر البلاد ))
والغريب في الأمر كله إن الأمير عبد الإله
كان يقضي الصيف في تركيا هربا من حر تموز اللاهب ألا أنه عاد فجأة إلى بغداد
وكأن القدر كان يتربص به
من ما جعله يستعجل العودة لملاقاة مصيره
فسئل لماذا عدت ؟
فأجاب :-
(( لقد طرق سمعي أن بغداد مقبلة على قلاقل ومشاكل
أثناء غياب الملك عن العراق أريد إن أكون قريبا لكي أعالج الأمور بنفسي ))
التيارات السياسية والجيش معا كان يتهم العائلة الملكية بالتبعية
ولكن لمن !! ؟
المد القومي في العراق .. ألم تكن له تبعية ؟
المد الشيوعي في العراق الم تكن له تبعية !!!!!؟
الضباط الأحرار ... الم تكن لهم أيضا تبعية ؟
الجميع لهم تبعية كما يجري اليوم في العراق والدول العربية
ولنفترض إن الأمير عبد الإله أرتكب أخطاء جسيمة فعلا بتبعيته لــ أبو ناجي
هل كانت بمستوى الأخطاء الفادحة والشنيعة
أم الورقة الصك التي فيها بيع فلسطين ووقعها حاكم عربي ؟
أو الكارثة التي حلت على العراق بعد مصرع العائلة المالكة !!!!؟
عندما عاد عبد السلام عارف إلى بيته في الاعظمية
وقال لزوجته .... إننا قتلنا العائلة المالكة
ردت عليه زوجته :
( لعد شوفوا الله أشراح يسوي بيكم )
كان الحاج محمد عارف رحمه الله
من تجار الأقمشة المشهورين في الكرخ
كان تقيا ورعا وصادقا في معاملاته
التجارية مع الناس
وكان يحمل شعورا وطنيا آنذاك ...... إي في العهد الملكي
وهو معارض في مجالسه الخاصة لنظام الحكم القائم
كان يتكلم أحيان كثيرة مع أولاده
ويذم الانكليز ويهاجم ساسة العراق الذين يتولون الحكم
وعندما قامت ثورة 14 تموز 1958 ونفذها ولده عبد السلام
جاء عبد السلام بركبه ومرافقيه
إلى بيت والده في سوق حماده في الكرخ
وهو منتشي بالنصر
واستقبلهم أبناء المحلة بالهتافات والزغاريد
وترجل من سيارته
ودخل ومن معه إلى البيت ووقف في باحة البيت الشرقي
متوقعا ا ن يجد والده ليحتضنه بالقبلات
مفتخرا وبعمله إلا انه لم يجده
وظن انه خارج البيت وعندما سئل عنه قيل له انه جالس في غرفته
فاستغرب عبد السلام عارف هذا التصرف من والده
ذي الشعور الوطني وعندما قصده إلى الغرفة ومعه نفر من أصحابه
عاتب والده بأدب واحترام قائلا
لماذا يا والدي لم تخرج من غرفتك وقد جئتك محققا لحلمك الوطني
وها هو قد تحقق الحلم
ربيتنا على حب الوطن ومقارعة الاستعمار
فانتفض الوالد إمام الجميع وقال بصوت عالٍ ومرتفع يصل إلى مرحلة
الاهانة إمام الحضور
هل من الوطنية يا عبد السلام إن تقتلوا العائلة المالكة
بهذا الشكل وأين ما كنت أكرره عليكم من وصايا ديننا الحنيف التي لا تجيز
التمثيل (بالكلب العقور) وان فعلكم غير صحيح
وإنني ممتعض ومستاء
لا بل خجل من الناس لأنك ابني
الباشا السعيد
السياسي المخضرم والبارع الذي حاول يوما إسكات المعارضة
داخل المجلس النيابي
بقوله لهم بما معناه
( أن الرائحة الكريهة غير الطيبة قد فاحت منكم
وانتم بالوعة )
وانا القبغ مالتكم
خلوني ساتر عليكم
أكيد إن المجلس النيابي
لم يكن كله ضده أو لنقل أنه حاول
إيصال رسالة ما لهم على اعتبار إن الظروف الحرجة
التي تمر بها الحكومة تستوجب
رص الصفوف والوحدة
ليجتاز البلد الإخطار المحدقة به
ومن المؤكد أن للباشا
أسبابه ومبرراته ....
ولكني اشعر أن الباشا لم يكن مستاء فقط
بل إن الكيل قد طفح به
لدرجة إن يقول هذا الكلام داخل مجلس النواب
خلال محاكمات المهداوي الشهيرة المعروفة بسم
( محكمة الشعب )
والتي جرت في قاعة الشعب
الكائنة في الباب المعظم والملاصقة لوزارة الدفاع التاريخية
سأل المهداوي ...
أبن الاستربادي وقال له ما معناه
كان نوري السعيد في منزلكم قد نام عندكم ليلة ..
ماذا كان يقول ؟
فأجاب ابن الاستربادي .. ربما بعفوية مطلقة
إن الباشا قال:
كان الباشا ينظر الى السماء
تلك الليلة
وقال إذا لم يتدخل الانكليز حتى الساعة السادسة مساءا
من يوم غدا
فهذا يعني أنهم هم أنفسهم الذين قتلوني !!!!؟
فصرخ المهداوي في وجهه
أن يصمت
السياسي المخضرم والبارع الذي حاول يوما إسكات المعارضة
داخل المجلس النيابي
بقوله لهم بما معناه
( أن الرائحة الكريهة غير الطيبة قد فاحت منكم
وانتم بالوعة )
وانا القبغ مالتكم
خلوني ساتر عليكم
أكيد إن المجلس النيابي
لم يكن كله ضده أو لنقل أنه حاول
إيصال رسالة ما لهم على اعتبار إن الظروف الحرجة
التي تمر بها الحكومة تستوجب
رص الصفوف والوحدة
ليجتاز البلد الإخطار المحدقة به
ومن المؤكد أن للباشا
أسبابه ومبرراته ....
ولكني اشعر أن الباشا لم يكن مستاء فقط
بل إن الكيل قد طفح به
لدرجة إن يقول هذا الكلام داخل مجلس النواب
خلال محاكمات المهداوي الشهيرة المعروفة بسم
( محكمة الشعب )
والتي جرت في قاعة الشعب
الكائنة في الباب المعظم والملاصقة لوزارة الدفاع التاريخية
سأل المهداوي ...
أبن الاستربادي وقال له ما معناه
كان نوري السعيد في منزلكم قد نام عندكم ليلة ..
ماذا كان يقول ؟
فأجاب ابن الاستربادي .. ربما بعفوية مطلقة
إن الباشا قال:
كان الباشا ينظر الى السماء
تلك الليلة
وقال إذا لم يتدخل الانكليز حتى الساعة السادسة مساءا
من يوم غدا
فهذا يعني أنهم هم أنفسهم الذين قتلوني !!!!؟
فصرخ المهداوي في وجهه
أن يصمت
رئيس المحكمة الخاصة العقيد فاضل عباس المهداوي
وبالمناسبة وقائع الجلسة كانت بث حي وعلى الهواء
نوري السعيد الذي جاوز السبعين من عمره
كان يحلم في قيام الدولة العربية الكبرى
إضافة إلى الاتحاد الهاشمي الذي يضم العراق والأردن ...
تمنى أن تكون الكويت
وربما سوريا أيضا من ضمن هذا الاتحاد
ليتحقق له الحلم الكبير الذي أراده
خاتمة لحياته السياسية
نوري باشا .. كانت له رؤيا سياسية بعيدة المدى
ألا أن ما حدث في منتصف حزيران من عام 1958م
قلب الأمور رأسا على عقب
فاهتزت معنوياته إلى درجة بائسة حين شعر أن طموحه من اجل وضع قاعدة
اقتصادية متينة ( تعرقل ) من قبل أصدقائه
الذين يتجابون معه ببطء مقصود و واضح
ومدبر
وهنا كانت نقطة
الصدام الأخيرة مع الانكليز
فشعر بالإحباط والذل والخذلان
تجاه سياسة بريطانيا العظمى
لأنها لم تستجب لمطالبه بخصوص الكويت
والمعروف إن الأردن يمتلك خطوط
مواجهة طويلة مع إسرائيل
وهذا الأمر يتطلب المال والأردن بلد فقير
كان يعتقد إن انضمام الكويت للاتحاد الهاشمي
سيوفر المال
لان الكويت منطقة غنية بالقياس إلى عدد السكان
وفي نفس الوقت سيكون من الممكن أن يقف الاتحاد على قدميه
اقتصاديا وسياسيا وعسكريا
هناك ملاحق سرية ظهرت مؤخرا ...
تبين موقف الباشا من الاتحاد الهاشمي
كان معارض لها منذ البداية سأعرضها
هذا التجاهل
سبب الصدمة للباشا بشكل أو بأخر
حاول الباشا تقديم استقالته للملك فيصل الثاني
ثم طلب إبلاغ السفير البريطاني عن انزعاجه من بريطانيا
فبادر السفير البريطاني
إلى طلب مواجهة الباشا السعيد
ترى ماذا دار في
المواجهة الأخيرة
طلب السفير البريطاني مقابلة الباشا السعيد
فأجتمع به في داره لمدة ثلاث ساعات ...
أنفجر بعدها نوري باشا بوجه السفير
قائلا له :
(( أود أن أبلغكم وإنني المعروف بصداقتي لكم ..
إن سياستكم في المنطقة ككل قد فشلت والجميع يخاصمونكم
وسوف يكون ...........
العراق في صف خصومكم طالما إنكم ساهمتم بخلق هذا البلاء في فلسطين
وكلما حاول العرب الدفاع عن مصالحهم ووجودهم
تقفون في المقدمة وتمنعونهم من ذلك ؟
لذلك ............
أتوقع أن كل صديق لكم سوف ( يقتل ويسحل ) في الشوارع
وعندما طلبنا منكم
انضمام الكويت إلى الاتحاد الهاشمي باعتبار أنكم الدولة المسؤولة
عن علاقات الكويت الخارجية تمانعون وتخلقون الأعذار !!!
أن موقفكم يحول دون تسخير الموارد العربية في الدفاع عن
الخطر الإسرائيلي ؟
الذي أصبح يهدد الوطن العربي
أنتم تعرفون أنني تجاوزت السبعين من عمري
قضيتها في تمتين الصداقة معكم !!!!
غير أنني وجدتكم تعاملون خصومكم أفضل من أصدقائكم؟
وأنني أؤكد أيها السفير ... بمقدوري
إن أصبح ( بطلا وطنيا ) يرفع على الأعناق
وذلك بأن أقوم بمحاولة قد
تكون ناجحة أو فاشلة إرضاء للرأي العام العراقي والعربي
لذلك فأنني أفضل
الانزواء في قرية صغيرة منفي في أوربا
وأنني على يقين أن أشخاصا آخرين
سيظهرون لكم ويلقنوكم درسا
ويرغمونكم على تغيير سياستكم الخاطئة أو
التسليم بمطالبنا .... ))
ويبدو إن السفير البريطاني و لأنه يمثل قوة
عظمى أستخف بطريقة ما من الباشا
وقال له بكل ما تحمل نفوس الانكليز من برود
بما معناه .............
( انك أصبحت كبيرا في السن )
وهذا كان يعني بمنتهى الوضوح أن
دور الباشا وحقبة الملكية قد انتهى!!!!!!!
وأن الانكليز قد غدروا بالجميع
لذلك أستطيع القول إن
كلام ( ابن الاستربادي ) كان صادقا وصحيحا
بمقدوري إن أصبح ( بطل وطني) يرفع على الأعناق
نوري باشا السعيد .. أدرك أمره
كان يعرف إن الاستخبارات البريطانية ... لها دور وهي تعرف ما سيحدث
من أين استقت المخابرات الأردنية معلوماتها
وسربتها إلى دوائر الاستخبارات في العراق !!!؟
إن هناك حركة
للجيش العراقي تستهدف النظام الملكي
ونوري باشا .. هذا السياسي المخضرم قال :
(( لذلك أتوقع أن كل صديق لكم
سوف ( يقتل ويسحل ) في الشوارع ))
والرجل قال الصدق
لماذا لم يتحرك .. وهو يعرف غدر الانكليز!!!!
ويحمل من الإسرار
التي لو كشفها .. يرفع على الأعناق بطلا وطنيا وقوميا بكل معنى الكلمة
ليش سكت !!!!؟
هذا لغز .. ممكن إن نتعرف عليه من خلال الوثاق التي صدرت
بعد حين من الزمن
وكانت النهاية .. كما توقعها تماما
قتل وسحل في الشوارع
عندما ذكرت ... ما دار في مجلس النواب ( الأعيان ) العراقي
الباشا السعيد ... السياسي
المخضرم والبارع الذي حاول يوما إسكات المعارضة
داخل المجلس النيابي بقوله لهم
بما معناه
أن الرائحة الكريهة غير الطيبة قد فاحت منكم وانتم ( بالوعة)
وانا القبغ مالتكم
خلوني ساتر عليكم ....
أكيد
إن المجلس النيابي لم يكن كله ضده أو لنقل أنه حاول إيصال رسالة ما لهم على اعتبار
إن الظروف الحرجة
التي تمر فيها الحكومة تستوجب رص الصفوف والوحدة ليجتاز البلد
الإخطار المحدقة به
ومن المؤكد أن للباشا أسبابه ومبرراته .... ولكني اشعر أن
الباشا لم يكن مستاء
فقط............
بل إن الكيل قد طفح به لدرجة إن يقول
هذا الكلام داخل مجلس النواب
ربما يريد البعض إن
يعرف المصدر ...............
كثيرة هي المساجلات الكلامية الحادة ....... بين
أقطاب المعارضة العراقية
في مجلس النواب والأعيان وبين أقطاب الحكومة
ولعل
أبرزها المشادة التي حصلت بين المرحومين الشبيبي والسعيد
في إحدى جلسات مجلس
الأعيان
وهو ما يدحض التجني والتشويه
لنظام الحكم الملكي في
العراق
الذي كان النظام الوحيد في المنطقة العربية الذي يحمل
السمات الكثيرة والمتعددة من الممارسات الديمقراطية والمسؤولية الوطنية
يومها أشتد الكلام بين محمد رضا الشبيبي ونوري السعيد
وانبرى الشبيبي يهاجم الباشا وينعته بأنه
عميل لبريطانيا
ويكيل له التُهم الواحدة تلو الأخرى والباشا لا يملك إلا إن
يبتسم
ثم بعد أنهى الشبيبي خطبته قال له الباشا:
وبعد يا شيخ ماذا تريد؟
قال له :
(( أريد من الله إن يأخذ روحك وينقذنا منك))
ضحك
نوري السعيد ملء شدقيه
وقال له : يا شيخ ( دعني جالس على غطاء
أو قبغ) تحته روائح ستزكم أنوفكم وتؤذيكم
وسترى إذا متنا ماذا
سيحصل..؟
ودارت السنين وقامت ثورة تموز 1958 وحصل ما حصل
روى هذه الواقعة الشبيبي نفسه
حين جاء مسلحو المقاومة الشعبية
إبان المد الشيوعي
ليعتقلوه ويسحلوه بوصفه رجعياً وغير
تقدمياً وما إدراك ما التقدمية
ولولا تدخل بعض
الجيران من كبار السن لأخذوه معهم
ودارت الأيام وجاءت ثورة رمضان 1963م
وجاء الحرس القومي لاعتقال
كريمته بوصفها شيوعية!!! ؟
وثارت ثائرته واتصل بعبد السلام عارف رئيس الجمهورية ليشكو له الأمر
انتفض عبد السلام عارف وجاءه إلى البيت معتذراً من هذه التصرفات
وأمر بأن لا يضايق الشيخ وعائلته أي مسؤول مهما كانت الأمور
وبعد إن جلس عبد السلام عنده
في البيت
قص له الشيخ ما قاله لنوري السعيد
وما هي إجابة نوري السعيد
ثم ترحّم الشبيبي عليه كثيراً قائلاً
(( لم يقل الباشا إلا الصحيح
إلا إننا لم نصدقه ولم نعطه قدره))
سأل احد الصحفيين
البريطانيين نوري سعيد رئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي
يقال عنك بأنك عميل لبريطانيا
وأنت تقف مع مصالح إسرائيل وان حلف
بغداد ما هو إلا ضمان لمصالح الدول الاستعمارية
نوري سعيد الذي يجاهر
بعلاقاته مع بريطانيا
ولا يخفي اتصالاته برجال ( أبو ناجي ) العلنية والسرية
رد عليه :
(( إنا عميل لمصالح وطني
وإذا اقتضت الحاجة إن أتحالف مع
الشيطان فسأفعل ذلك ))
وعندما أراد الصحفي البريطاني إن يحرج السعيد حين
سأله:
لماذا إذن لا تقيم علاقات مع إسرائيل؟
رد رجل بريطانيا العظمى في
العراق:
(( للخيانة حدود في العراق
ولدينا خطوط حمراء لايمكن
تجاوزها ))
ولهذا قال للسفير البريطاني
وجدتكم تعاملون
(( خصومكم أفضل من أصدقائكم ))
وبالمناسبة وقائع الجلسة كانت بث حي وعلى الهواء
نوري السعيد الذي جاوز السبعين من عمره
كان يحلم في قيام الدولة العربية الكبرى
إضافة إلى الاتحاد الهاشمي الذي يضم العراق والأردن ...
تمنى أن تكون الكويت
وربما سوريا أيضا من ضمن هذا الاتحاد
ليتحقق له الحلم الكبير الذي أراده
خاتمة لحياته السياسية
نوري باشا .. كانت له رؤيا سياسية بعيدة المدى
ألا أن ما حدث في منتصف حزيران من عام 1958م
قلب الأمور رأسا على عقب
فاهتزت معنوياته إلى درجة بائسة حين شعر أن طموحه من اجل وضع قاعدة
اقتصادية متينة ( تعرقل ) من قبل أصدقائه
الذين يتجابون معه ببطء مقصود و واضح
ومدبر
وهنا كانت نقطة
الصدام الأخيرة مع الانكليز
فشعر بالإحباط والذل والخذلان
تجاه سياسة بريطانيا العظمى
لأنها لم تستجب لمطالبه بخصوص الكويت
والمعروف إن الأردن يمتلك خطوط
مواجهة طويلة مع إسرائيل
وهذا الأمر يتطلب المال والأردن بلد فقير
كان يعتقد إن انضمام الكويت للاتحاد الهاشمي
سيوفر المال
لان الكويت منطقة غنية بالقياس إلى عدد السكان
وفي نفس الوقت سيكون من الممكن أن يقف الاتحاد على قدميه
اقتصاديا وسياسيا وعسكريا
هناك ملاحق سرية ظهرت مؤخرا ...
تبين موقف الباشا من الاتحاد الهاشمي
كان معارض لها منذ البداية سأعرضها
هذا التجاهل
سبب الصدمة للباشا بشكل أو بأخر
حاول الباشا تقديم استقالته للملك فيصل الثاني
ثم طلب إبلاغ السفير البريطاني عن انزعاجه من بريطانيا
فبادر السفير البريطاني
إلى طلب مواجهة الباشا السعيد
ترى ماذا دار في
المواجهة الأخيرة
طلب السفير البريطاني مقابلة الباشا السعيد
فأجتمع به في داره لمدة ثلاث ساعات ...
أنفجر بعدها نوري باشا بوجه السفير
قائلا له :
(( أود أن أبلغكم وإنني المعروف بصداقتي لكم ..
إن سياستكم في المنطقة ككل قد فشلت والجميع يخاصمونكم
وسوف يكون ...........
العراق في صف خصومكم طالما إنكم ساهمتم بخلق هذا البلاء في فلسطين
وكلما حاول العرب الدفاع عن مصالحهم ووجودهم
تقفون في المقدمة وتمنعونهم من ذلك ؟
لذلك ............
أتوقع أن كل صديق لكم سوف ( يقتل ويسحل ) في الشوارع
وعندما طلبنا منكم
انضمام الكويت إلى الاتحاد الهاشمي باعتبار أنكم الدولة المسؤولة
عن علاقات الكويت الخارجية تمانعون وتخلقون الأعذار !!!
أن موقفكم يحول دون تسخير الموارد العربية في الدفاع عن
الخطر الإسرائيلي ؟
الذي أصبح يهدد الوطن العربي
أنتم تعرفون أنني تجاوزت السبعين من عمري
قضيتها في تمتين الصداقة معكم !!!!
غير أنني وجدتكم تعاملون خصومكم أفضل من أصدقائكم؟
وأنني أؤكد أيها السفير ... بمقدوري
إن أصبح ( بطلا وطنيا ) يرفع على الأعناق
وذلك بأن أقوم بمحاولة قد
تكون ناجحة أو فاشلة إرضاء للرأي العام العراقي والعربي
لذلك فأنني أفضل
الانزواء في قرية صغيرة منفي في أوربا
وأنني على يقين أن أشخاصا آخرين
سيظهرون لكم ويلقنوكم درسا
ويرغمونكم على تغيير سياستكم الخاطئة أو
التسليم بمطالبنا .... ))
ويبدو إن السفير البريطاني و لأنه يمثل قوة
عظمى أستخف بطريقة ما من الباشا
وقال له بكل ما تحمل نفوس الانكليز من برود
بما معناه .............
( انك أصبحت كبيرا في السن )
وهذا كان يعني بمنتهى الوضوح أن
دور الباشا وحقبة الملكية قد انتهى!!!!!!!
وأن الانكليز قد غدروا بالجميع
لذلك أستطيع القول إن
كلام ( ابن الاستربادي ) كان صادقا وصحيحا
بمقدوري إن أصبح ( بطل وطني) يرفع على الأعناق
نوري باشا السعيد .. أدرك أمره
كان يعرف إن الاستخبارات البريطانية ... لها دور وهي تعرف ما سيحدث
من أين استقت المخابرات الأردنية معلوماتها
وسربتها إلى دوائر الاستخبارات في العراق !!!؟
إن هناك حركة
للجيش العراقي تستهدف النظام الملكي
ونوري باشا .. هذا السياسي المخضرم قال :
(( لذلك أتوقع أن كل صديق لكم
سوف ( يقتل ويسحل ) في الشوارع ))
والرجل قال الصدق
لماذا لم يتحرك .. وهو يعرف غدر الانكليز!!!!
ويحمل من الإسرار
التي لو كشفها .. يرفع على الأعناق بطلا وطنيا وقوميا بكل معنى الكلمة
ليش سكت !!!!؟
هذا لغز .. ممكن إن نتعرف عليه من خلال الوثاق التي صدرت
بعد حين من الزمن
وكانت النهاية .. كما توقعها تماما
قتل وسحل في الشوارع
عندما ذكرت ... ما دار في مجلس النواب ( الأعيان ) العراقي
الباشا السعيد ... السياسي
المخضرم والبارع الذي حاول يوما إسكات المعارضة
داخل المجلس النيابي بقوله لهم
بما معناه
أن الرائحة الكريهة غير الطيبة قد فاحت منكم وانتم ( بالوعة)
وانا القبغ مالتكم
خلوني ساتر عليكم ....
أكيد
إن المجلس النيابي لم يكن كله ضده أو لنقل أنه حاول إيصال رسالة ما لهم على اعتبار
إن الظروف الحرجة
التي تمر فيها الحكومة تستوجب رص الصفوف والوحدة ليجتاز البلد
الإخطار المحدقة به
ومن المؤكد أن للباشا أسبابه ومبرراته .... ولكني اشعر أن
الباشا لم يكن مستاء
فقط............
بل إن الكيل قد طفح به لدرجة إن يقول
هذا الكلام داخل مجلس النواب
ربما يريد البعض إن
يعرف المصدر ...............
كثيرة هي المساجلات الكلامية الحادة ....... بين
أقطاب المعارضة العراقية
في مجلس النواب والأعيان وبين أقطاب الحكومة
ولعل
أبرزها المشادة التي حصلت بين المرحومين الشبيبي والسعيد
في إحدى جلسات مجلس
الأعيان
وهو ما يدحض التجني والتشويه
لنظام الحكم الملكي في
العراق
الذي كان النظام الوحيد في المنطقة العربية الذي يحمل
السمات الكثيرة والمتعددة من الممارسات الديمقراطية والمسؤولية الوطنية
يومها أشتد الكلام بين محمد رضا الشبيبي ونوري السعيد
وانبرى الشبيبي يهاجم الباشا وينعته بأنه
عميل لبريطانيا
ويكيل له التُهم الواحدة تلو الأخرى والباشا لا يملك إلا إن
يبتسم
ثم بعد أنهى الشبيبي خطبته قال له الباشا:
وبعد يا شيخ ماذا تريد؟
قال له :
(( أريد من الله إن يأخذ روحك وينقذنا منك))
ضحك
نوري السعيد ملء شدقيه
وقال له : يا شيخ ( دعني جالس على غطاء
أو قبغ) تحته روائح ستزكم أنوفكم وتؤذيكم
وسترى إذا متنا ماذا
سيحصل..؟
ودارت السنين وقامت ثورة تموز 1958 وحصل ما حصل
روى هذه الواقعة الشبيبي نفسه
حين جاء مسلحو المقاومة الشعبية
إبان المد الشيوعي
ليعتقلوه ويسحلوه بوصفه رجعياً وغير
تقدمياً وما إدراك ما التقدمية
ولولا تدخل بعض
الجيران من كبار السن لأخذوه معهم
ودارت الأيام وجاءت ثورة رمضان 1963م
وجاء الحرس القومي لاعتقال
كريمته بوصفها شيوعية!!! ؟
وثارت ثائرته واتصل بعبد السلام عارف رئيس الجمهورية ليشكو له الأمر
انتفض عبد السلام عارف وجاءه إلى البيت معتذراً من هذه التصرفات
وأمر بأن لا يضايق الشيخ وعائلته أي مسؤول مهما كانت الأمور
وبعد إن جلس عبد السلام عنده
في البيت
قص له الشيخ ما قاله لنوري السعيد
وما هي إجابة نوري السعيد
ثم ترحّم الشبيبي عليه كثيراً قائلاً
(( لم يقل الباشا إلا الصحيح
إلا إننا لم نصدقه ولم نعطه قدره))
سأل احد الصحفيين
البريطانيين نوري سعيد رئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي
يقال عنك بأنك عميل لبريطانيا
وأنت تقف مع مصالح إسرائيل وان حلف
بغداد ما هو إلا ضمان لمصالح الدول الاستعمارية
نوري سعيد الذي يجاهر
بعلاقاته مع بريطانيا
ولا يخفي اتصالاته برجال ( أبو ناجي ) العلنية والسرية
رد عليه :
(( إنا عميل لمصالح وطني
وإذا اقتضت الحاجة إن أتحالف مع
الشيطان فسأفعل ذلك ))
وعندما أراد الصحفي البريطاني إن يحرج السعيد حين
سأله:
لماذا إذن لا تقيم علاقات مع إسرائيل؟
رد رجل بريطانيا العظمى في
العراق:
(( للخيانة حدود في العراق
ولدينا خطوط حمراء لايمكن
تجاوزها ))
ولهذا قال للسفير البريطاني
وجدتكم تعاملون
(( خصومكم أفضل من أصدقائكم ))
التأريخ دوما يعيد نفسه..
والفرق اختلاف المسميات والوجوه
يتبنى المستعمر السياسي المتعاون مع توجهاته
وعندما يستنفذ منه كل شي يتخلى عنه
ويرميه بين أنياب الوحوش ( العاقلة ) التي تعلم والتي لا تعلم
أليس كذلــــــــــــــــــــــــــــــــــــك !!!؟
وما أشبه اليوم بالبارحة
على العموم .... راودني في خاطري سؤال
( كيف كان نوري باشا يفكر )
وهو يعي جيدا ما يدور من حوله ..
وهو السياسي المخضرم والبارع الفريد واللامع
ربما تكون فكرتي صحيحة إلى حد ما عندما أقول
إن الإنسان عندما يكبر في السن
تصبح لديه قناعة كاملة ...
أساسها الخبرة التي أكتسبها في حياته
أما خبرات الآخرين
فلا تعني له شي
لأنه يعتقد أن الصواب إلى جانبه دوما
ومع ذلك ...
التأريخ في كثير من الأحيان لا يرحم
والواضح إن الخلل في البشر أنفسهم ......
حين يتجنبون الحقائق
ويصدقون
الأكاذيب التي يصنعونها بأنفسهم
يقول الملازم ( فالح زكي )
الضابط في الحرس الملكي :-
في أوائل عام 1957 م
وعندما كنت أقوم بواجب ضابط خفر البلاط الملكي
وجدت مضروفا معنون
إلى الأمير عبد الإله
وبداخله ورقة وضعت على مكتب الأمير في البلاط
وتضمنت الورقة بلاغا تهديدي
مكتوبا بخط ردى
على شكل بيتين من الشعر
أيها الخائــــف الحذر ماذا ينفعـــــــــــــــك الحذر
يوم يأتيك القـــــــــدر لا ينجو من المقدور الحذر
وعلق الأمير عبد الإله بخط يده :
(( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ))
وفي عام 1958م وبينما كنت أقوم بواجب الحراسة
شاهدت قطعة من الرخام
بطول 3 أمتار وعرض متر واحد
نقش عليها نفس البيتين من الشعر
وقد علمت في ما بعد
إن هذه القطعة الرخامية قد أمر الأمير
بصنعها في ايطاليا
لتوضع على واجهة قصره الجديد
الذي لم يكتمل بنائه
وتذكرت قول بهلول الكوفي
( تلك قصوركم .. وهذه قبوركم)
هذا لو كان لهم قصر حقيقي أصلا
المقبرة الملكية في الاعظمية
الأحد المصادف 13 تموز 1958م هو اليوم الأخير
في حياة الملك الشاب ( فيصل الثاني )
كان ينتظر انقضاء اليوم بفارغ الصبر لكي تأتي ساعة السفر
والرحيل إلى تركيا .....
لحضور اجتماعات رؤساء دول حلف بغداد
ومن ثم إلى لندن للقاء خطيبته الأميرة ( فاضلة )
قريبة الملك المخلوع فاروق الأول ............
وأظن إن الملك كان يرغب بلقاء خطيبته
أكثر من رغبته في حضور
اجتماعات الحلف
هذا ما خطر في ذهني
كان الملك منشرحا
في هذا اليوم المشهود بشكل غير طبيعي
ومتفائل جدا
إلا الأميرة ( عابدية ) التي كانت متشائمة تلك الأمسية
واستولى عليها الاضطراب
فكانت كلما تفاءل احدهم بشي كانت تقول له :ـ
( قل إن شاء الله )
فيرد عليها الملك معقبا وضاحكا ....
طبعا إن شاء الله لماذا هذا التشاؤم ؟
دخل القصر مرافق الملك وسلم الملك مضروفا
كان يحمله بيده
وابلغه إن الضابط القادم إلى القصر قد جاء به
ففتحه الملك على الفور
ووجد بداخله رسالة تأملها الملك قليلا
دون إن يظهر على وجهه إي انفعال أو رد فعل
لم يتكلم الملك
ولكنه سلم الرسالة
إلى خاله الأمير عبد الإله
فقرأها بسرعة
وعلت وجهه علائم الارتباك
وارتجفت يداه
ثم نهض
وأستأذن من الحاضرين ودخل البهو
واتصل حالا بمدير الأمن العام وتحادث معه بسرية تامة
ونزل إلى باحة القصر
واستقل السيارة التي جاء بها الضابط
( حامل الرسالة )
مغادرا القصر لوحدهما
باتجاه طريق مطار المثنى المدني
ماذا كانت تتضمن الرسالة ...؟
لدرجة إن الملك لم ينفعل ...
لكنه تأملها
بينما الأمير وقعت عليه وقوع الصاعقة
الملك تصرف ...
وكأن الأمر لا يعنيه إطلاقا
ولو كانت هناك إشارة ما
على اقتراب حدث جلل لكان الملك قد أتخذ تصرف أخر
إلا انه لم يكن متأثر كثيرا
ولنقل انه تجاهل
ولم يأخذ الأمور على محمل الجد
حالها حال الكثير من التقارير
التي وردت إلى البلاط الملكي
إلا الأمير الذي فهم كل شي
عندما قاربت الساعة العاشرة مساءا
دخل الأمير عبد الإله قصر الرحاب
وجلس على مائدة الطعام إلا انه لم يتكلم
وكان مرتبك ومهموم
ووجهه يوحي بالقلق والوجوم وقال:
( الصباح رباح ... موعد الرحيل )
لم يكن الأمير يتوقع إن الإحداث سوف
تكون سريعة لدرجة فقدان السيطرة
وبعد إن ذهب الجميع إلى النوم
بقي الملك والأمير حتى الساعة الثانية عشر ليلا
ولا يعرف احد ماذا دار بينهما من حديث
أكثر من ساعة
ما هو الحوار الذي لا يعلم به احد !!!!؟
كان الحال أشبه بـ ( الهدوء الذي يسبق العاصفة )
لن يستطيع أحد التكهن
أو إن يعلم ما دار من حديث
لكنه في كل الأحوال حديث خطير ومتشابك
من حيث الكفة الرابحة وقوة النفوذ
والأهم الولاء .... الولاء لمن !!؟
أطفأت أنوار القصر
وكان الأمر أشبه بنذير الشؤم
إلا الملكة الأم نفيسة ظل النور منبعثا من غرفتها
وقد أصابها الأرق الشديد وظلت جالسة على سجادة
الصلاة تقرأ القران المجيد حتى مطلع الفجر .
والفرق اختلاف المسميات والوجوه
يتبنى المستعمر السياسي المتعاون مع توجهاته
وعندما يستنفذ منه كل شي يتخلى عنه
ويرميه بين أنياب الوحوش ( العاقلة ) التي تعلم والتي لا تعلم
أليس كذلــــــــــــــــــــــــــــــــــــك !!!؟
وما أشبه اليوم بالبارحة
على العموم .... راودني في خاطري سؤال
( كيف كان نوري باشا يفكر )
وهو يعي جيدا ما يدور من حوله ..
وهو السياسي المخضرم والبارع الفريد واللامع
ربما تكون فكرتي صحيحة إلى حد ما عندما أقول
إن الإنسان عندما يكبر في السن
تصبح لديه قناعة كاملة ...
أساسها الخبرة التي أكتسبها في حياته
أما خبرات الآخرين
فلا تعني له شي
لأنه يعتقد أن الصواب إلى جانبه دوما
ومع ذلك ...
التأريخ في كثير من الأحيان لا يرحم
والواضح إن الخلل في البشر أنفسهم ......
حين يتجنبون الحقائق
ويصدقون
الأكاذيب التي يصنعونها بأنفسهم
يقول الملازم ( فالح زكي )
الضابط في الحرس الملكي :-
في أوائل عام 1957 م
وعندما كنت أقوم بواجب ضابط خفر البلاط الملكي
وجدت مضروفا معنون
إلى الأمير عبد الإله
وبداخله ورقة وضعت على مكتب الأمير في البلاط
وتضمنت الورقة بلاغا تهديدي
مكتوبا بخط ردى
على شكل بيتين من الشعر
أيها الخائــــف الحذر ماذا ينفعـــــــــــــــك الحذر
يوم يأتيك القـــــــــدر لا ينجو من المقدور الحذر
وعلق الأمير عبد الإله بخط يده :
(( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ))
وفي عام 1958م وبينما كنت أقوم بواجب الحراسة
شاهدت قطعة من الرخام
بطول 3 أمتار وعرض متر واحد
نقش عليها نفس البيتين من الشعر
وقد علمت في ما بعد
إن هذه القطعة الرخامية قد أمر الأمير
بصنعها في ايطاليا
لتوضع على واجهة قصره الجديد
الذي لم يكتمل بنائه
وتذكرت قول بهلول الكوفي
( تلك قصوركم .. وهذه قبوركم)
هذا لو كان لهم قصر حقيقي أصلا
المقبرة الملكية في الاعظمية
الأحد المصادف 13 تموز 1958م هو اليوم الأخير
في حياة الملك الشاب ( فيصل الثاني )
كان ينتظر انقضاء اليوم بفارغ الصبر لكي تأتي ساعة السفر
والرحيل إلى تركيا .....
لحضور اجتماعات رؤساء دول حلف بغداد
ومن ثم إلى لندن للقاء خطيبته الأميرة ( فاضلة )
قريبة الملك المخلوع فاروق الأول ............
وأظن إن الملك كان يرغب بلقاء خطيبته
أكثر من رغبته في حضور
اجتماعات الحلف
هذا ما خطر في ذهني
كان الملك منشرحا
في هذا اليوم المشهود بشكل غير طبيعي
ومتفائل جدا
إلا الأميرة ( عابدية ) التي كانت متشائمة تلك الأمسية
واستولى عليها الاضطراب
فكانت كلما تفاءل احدهم بشي كانت تقول له :ـ
( قل إن شاء الله )
فيرد عليها الملك معقبا وضاحكا ....
طبعا إن شاء الله لماذا هذا التشاؤم ؟
دخل القصر مرافق الملك وسلم الملك مضروفا
كان يحمله بيده
وابلغه إن الضابط القادم إلى القصر قد جاء به
ففتحه الملك على الفور
ووجد بداخله رسالة تأملها الملك قليلا
دون إن يظهر على وجهه إي انفعال أو رد فعل
لم يتكلم الملك
ولكنه سلم الرسالة
إلى خاله الأمير عبد الإله
فقرأها بسرعة
وعلت وجهه علائم الارتباك
وارتجفت يداه
ثم نهض
وأستأذن من الحاضرين ودخل البهو
واتصل حالا بمدير الأمن العام وتحادث معه بسرية تامة
ونزل إلى باحة القصر
واستقل السيارة التي جاء بها الضابط
( حامل الرسالة )
مغادرا القصر لوحدهما
باتجاه طريق مطار المثنى المدني
ماذا كانت تتضمن الرسالة ...؟
لدرجة إن الملك لم ينفعل ...
لكنه تأملها
بينما الأمير وقعت عليه وقوع الصاعقة
الملك تصرف ...
وكأن الأمر لا يعنيه إطلاقا
ولو كانت هناك إشارة ما
على اقتراب حدث جلل لكان الملك قد أتخذ تصرف أخر
إلا انه لم يكن متأثر كثيرا
ولنقل انه تجاهل
ولم يأخذ الأمور على محمل الجد
حالها حال الكثير من التقارير
التي وردت إلى البلاط الملكي
إلا الأمير الذي فهم كل شي
عندما قاربت الساعة العاشرة مساءا
دخل الأمير عبد الإله قصر الرحاب
وجلس على مائدة الطعام إلا انه لم يتكلم
وكان مرتبك ومهموم
ووجهه يوحي بالقلق والوجوم وقال:
( الصباح رباح ... موعد الرحيل )
لم يكن الأمير يتوقع إن الإحداث سوف
تكون سريعة لدرجة فقدان السيطرة
وبعد إن ذهب الجميع إلى النوم
بقي الملك والأمير حتى الساعة الثانية عشر ليلا
ولا يعرف احد ماذا دار بينهما من حديث
أكثر من ساعة
ما هو الحوار الذي لا يعلم به احد !!!!؟
كان الحال أشبه بـ ( الهدوء الذي يسبق العاصفة )
لن يستطيع أحد التكهن
أو إن يعلم ما دار من حديث
لكنه في كل الأحوال حديث خطير ومتشابك
من حيث الكفة الرابحة وقوة النفوذ
والأهم الولاء .... الولاء لمن !!؟
أطفأت أنوار القصر
وكان الأمر أشبه بنذير الشؤم
إلا الملكة الأم نفيسة ظل النور منبعثا من غرفتها
وقد أصابها الأرق الشديد وظلت جالسة على سجادة
الصلاة تقرأ القران المجيد حتى مطلع الفجر .
وفي الوقت الذي كانت فيه العائلة[size=32][size=32]
المالكة تغط في نوم عميق تلك الليلة
بدأ انقلاب عسكري مدروس وخدمه الحظ كثيرا
تحرك اللواء التاسع عشر من ( جلولاء )
باتجاه العاصمة بغداد
الزعيم عبد الكريم قاسم
اتصل الزعيم عبد الكريم قاسم أمر اللواء التاسع عشر
بصديقه الزعيم احمد صالح العبدي
وأبلغه بضرورة الالتحاق في مقره بمعسكر المنصورية
وهناك فاتحه بخطة الثورة
وأكد عليه إن تلتحق كتيبة المدفعية
التي هو أمرها باللواء 19
كما طلب منه إن يلتحق
بمنصبه الجديد كرئيس لأركان الجيش
حال سماعه التعينات من الاذاعة
أحمد صالح العبدي
استغل الزعيم عبد الكريم قاسم
انشغال قائد الفرقة الثالثة اللواء الركن غازي الداغستاني
بتفتيش ومراسم توديع اللواء العشرين
الذي سيسافر إلى الأردن
بالمناسبة اللواء غازي ....
هو ابن خليل باشا الداغستاني
( والي بغداد ) في العهد العثماني .....
اللواء الركن غازي خليل الداغستاني
ليتصل بالضباط الأحرار في اللواء العشرين
ليؤكد عليهم الواجبات
وبالأخص العقيد عبد السلام محمد عارف أمر الفوج الثالث
عبد السلام محمد عارف
والعقيد عبد اللطيف الدراجي أمر الفوج الأول
عبد اللطيف الدراجي
وتم الاتفاق على استثمار فرصة مرور اللواء
ببغداد لتنفيذ خطة الثورة
على أساس السيطرة على اللواء إثناء الحركة
ومن ثم إبعاد العناصر غير الموالية للثورة
والزحف نحو بغداد
وإكمال السيطرة على الأهداف المهمة فيها
وإعلان الثورة
الخبرات السابقة في حياة الإنسان
غالبا ما تدفعه إلى التفكير في الخيارات المتاحة إمامه
على سبيل المثال ما حدث بعد فشل ثورة مايس عام 1941م
والتنكيل الذي حدث يدفع المرء إلى التفكير بالعواقب المحتملة
وهذا شيء طبيعي في السلوك البشري
ليس غريبا إن يكون ( الزاد والملح ) قد جعل المرافق الشخصي للباشا
يحاول إنقاذه بطريقة
لا تسبب الضرر لكلا الطرفين
على الأقل انه لم ينسى عطف الباشا
وتعامله اللطيف مع من يعمل معه
خصوصا وأنه عمل معه لفترة طويلة
ويعرف الكثير عنه
فمن باب الوفاء على الأقل
إن لا يتحمل ذنب الخيانة
وفعل ما يجعله راضيا عن نفسه رغم
إنني شخصيا لا اعتقد ذلك ....
بصراحة الخيانة لا تحتمل في كثير من الأحيان
ولكن من طبيعة الإنسان ....
الجحود والأنانية و نكران الجميل
حتى عندما يحقد
ولا يظهر حقده ... يبقى الخبث سيده
لأنه صغير ولن يكون كبير قط
وهذه الصفات موجودة في كل نفس بشرية ولكن على درجات
على كل حال
القوة المهاجمة للدار وجدتها خالية
حالما دخلتها فلا احد فيها
وتركت الدار على حالها .....
بقي سائق السيارة والعريف إبراهيم الحارس !!!!!
منزل رئيس وزراء العراق فيه سائق وحارس فقط ..
كانت المسافة بين دار نوري باشا وقصر الرحاب حوالي 12 كم
وما إن سمع الباشا إطلاق النار سارع في الهرب ... ليس هناك حماية تذود عنه
وتمكن من الوصول إلى الكاظمية
متوجها نحو دار الاستربادي المعروفة
اجتماعيا وبقي فيها بعد انتصاف الليل
في حين إن قادة الثورة رصدوا جائزة ثمينة
قدرها 10 ألاف دينار لمن يلقي القبض عليه حيا أو ميتا
والواقع إن هذا المبلغ كبير جدا في حسابات ذلك العصر ويسيل له اللعاب !!!!!
وهناك بعض من قال شيء مختلف
ولكن في النهاية نعرف الحقيقة
على سبيل المثال .. أن جانب الرصافة سمع صوت إطلاق الرصاص
وتجمهرت الناس إمام النهر .... هذا ليس صحيح
والحقيقة يرويها شخص .. ما زال على قيد الحياة وقال لي :
(( هذا الشارع المطل على نهر دجلة صوب كرادة مريم
يخلو تماما من الناس في تلك الساعة ...
يمكن محلة السنك سمعت صوت الرصاص ))
دفوع معقولة ... لأن الناس تنام مبكرا وتصحو مع صلاة الفجر
ترى .......... هل سمع الباشا صوت رصاص الإنذار
المقصود أو غير المقصود
من قبل المقدم وصفي طاهر ؟
أم صوت الرصاص المنبعث من جهة قصر الرحاب
رغم بعد المسافة ؟
وبالمناسبة هناك مبالغة في تقدير المسافة بين قصر الباشا
وقصر الرحاب وفي كل الأحوال هذا لا يعني شيئا
لان الإنسان دوما
يميل إلى المبالغة في نقل ما يحدث من حوله ... ولا يعلم الحقيقة إلا الله عز وجل
وفي أحيان كثيرة يكون الإنسان متقلبا حين يمس الأمر مصلحته
وفي أحيان كثيرة يكون الحقد أعمى .. لأن الظلام يعمي العيون
ما قيمة العيون التي ترضى وفي وضح النهار
أن تبيت للواقعة ولو بسيط جدا من الرحمة ؟
إثناء الليل اصطحب الباشا السبعيني
أمرتان من إفراد تلك الأسرة إلى
دار قريبهم المقرب ( محمود الاستربادي ) الكائن في الاعظمية
قريب جدا من الكورنيش
حيث أستأجر سيارة تكسي توصل الثلاثة إلى تلك الدار البعيدة عن الأنظار
ذات البناء الفخم
ورفض الباشا السعيد المبيت في الدار
وللعلم كان في بيت آخر .. قبل وصوله إلى هذا الدار
وما يمتلكه من حس امني ...
أصر على المبيت في الجناح المخصص
للحراس والطباخين الملحق في القصر
يقول : بهجت حنا يوسف
وهو احد شهود العيان :-
(( كان هناك بعض الصبية يلعبون ( الدعبل )
عندما مر الباشا المتنكر بزي امرأة
على مقربة منهم وكانت معه امرأة أخرى
وحينما لمح احدهم الطرف السفلي من البيجاما
التي كان يرتديها الباشا
ظهر مغايرا لمنظر الاثنين صاح مازحا !!!!!!!!!!!!
( لك باوعوا هذا رجال صاير امرية )
وبالحماسة الصبيانية العابثة
صاح الآخرون بنفس ما قاله الصبي
( رجال صاير امرية)
بمعنى رجل يتشبه بالنساء ))
المكان الذي سقط فيه نوري السعيد صريعا
امام المدرسة الاوسية الأبتدائية ...
ولو كان الباشا قد أسرع بالسير لما انتبه الناس له
ولكن توقفه وارتباكه سبب ازدياد عدد المتجمهرين من حوله
في تلك اللحظة اخرج الباشا مسدسه وأطلق منه عيارا ناريا
قاصدا تفريق الناس الذين تحلقوا من حوله
ولم يدر في خلده أو إن يتوقع أنها دعوة علنية لقدوم مفرزة الانضباط العسكري
التي كانت بالقرب من الزقاق العريض القريب من شارع السعدون
ومعها كل من وصفي طاهر و عبد الستار الجنابي
الباشا حاول المقاومة ولكن المنية كانت أسرع
إن احد الناس سارع إليه فقتله
وصفي طاهر
وقيل إن وصفي طاهر بالذات هو الذي قام بقتل
الباشا وزوجة الاستربادي برشقه من سلاحه الرشاش
وأجهز عليه ..... وكانت اقرب رواية
هل طلب وصفي طاهر من الباشا الاستسلام حفاظا على حياته
وهو الذي كان قريبا جدا منه وعمل معه
فترة طويلة بصفته المرافق الأقدم ؟
كان على الأقل بمقدوره إن
يلجم الرعاع من التمثيل بجثته
الذين أمعنوا في الجسدين تمزيقا
دون وازع من ضمير أو حياء
وهذه قصة طويلة لأن الباشا تنقل خلال فترة محددة
بين دار البصام والاستربادي ومحمود إلى بيت محمد العريبي
وقضى نحبه في منطقة البتاوين
قريبا من ساحة النصر
يقول اللواء الركن ( خليل سعيد ) قائد الفرقة الثالثة بعد الثورة
وهو بالمناسبة احد أصدقاء الزعيم عبد الكريم قاسم :-
(( كنت مع الزعيم عندما أخبرني بنبأ مقتل الباشا
وبأنهم سيأتون بجثته بعد قليل وبعد 45 دقيقة جاء احد الضباط وقال
سيدي الجثة في سرداب الوزارة
فاقتادني الزعيم معه ودخلنا السرداب المظلم
ولم يكن في وسعنا العثور على مفاتيح المصابيح الكهربائية
مما اضطرنا إلى
إشعال كمية من الورق والاقتراب من الجثة الموجودة
وعندما شاهدناها تأكد لنا أنها جثة الباشا
ولكن كيف أخرجت فيما بعد ..........
وسحلت في شوارع بغداد[size=32]
لست بصدد التشكيك فيما حدث .... وفيما قيل
ولكن أحيانا أشياء كثيرة غير معقولة
أو غير حقيقية تدخل التأريخ من باب المسلمات
ثم يأتي التهويل ومن ثم المبالغة في نقل الوقائع
وفي نهاية المطاف لا نصل إلى الحقيقة
هل كانت جثة الباشا وحيدة في السرداب ؟
ألم يكن هناك جنود أو حرس في السرداب ( المظلم ) والمفارقة .....
إن لا احد يعرف مكان مفاتيح المصابيح الكهربائية
أذن كيف تم إدخال الجثة !!!؟
والسرداب مظلم .... هذا في وزارة الدفاع ؟
ربما يقول احد ..... لم يكن هناك مكان
غير هذا المكان ؟
جثة الباشا كانت كتلة من الدم واللحم بعد أن تعرضت إلى سيل من الضرب
بالخناجر والمعاول والعصي في البتاوين مقابل المدرسة الاوسية ...
وما زال المكان موجود
مكان يبكي ....
يبكي رجلا كم العراق بحاجة له ألان
الباشا نوري السعيد
في الشارع العريض من الصورة الجوية
في هذا المكان وسط الصورة
قتل شيخ السياسة العراقية واللولب المحرك لها
فقدنا الباشا نوري السعيد
يقول ( فؤاد عارف ) في مذكراته :
(( أن مقتل الباشا
كان مؤلم للزعيم عبد الكريم قاسم
فكلما تذكرها كان يجهش بالبكاء
بسبب العلاقة الأبوية التي كانت تربطه بالباشا ....
وتأسف كثيرا
لأن لم يكن ليفعل شيئا
لمنع الغوغاء من التمثيل بجثمانه ))
انتهى النص
لا احد يعرف
كيف تم تهريب الجثة من سرداب الوزارة !!
وتم تسليمها للجمهور المتعطش
للتنفيس عن السادية الموغلة في نفوسهم المريضة
ليتم سحلها في الشوارع
على فكرة .... السادية هي موجودة في كل نفس بشرية
ولكن على درجات تبدأ من البداية السيئة
قلت ذلك في ردي السابق
وماضينا السلطوي تحت مسمى
الخلافة .... كان أكثر قسوة بكثير
متى كان الدين الإسلامي الحنيف .. يبرر القسوة في الانتقام ؟
التاريخ دوما يعيد نفسه بطريقة مختلفة
وعندما يتعلق الأمر بالسلطة .. يأخذ منحى أخر
يتخلى عن الرحمة .. يمارسها بطريقته
وأخذت السيارات تدوس على الجثة
حتى تساوت مع إسفلت الشارع ...
أكثر من أربعة أيام !!!!!!
ترى من الذي أمتلك الشجاعة ليجمع البقية الباقية من الجثة
لتدفن دون اسم في مقبرة الباب المعظم القريبة من وزارة الدفاع ؟
وهي أول معلومة أذكرها ...
وقلة قليلة فقط تعرفها
ومازال قبره ... لا يحمل أسم صاحبه[/size][/size][size=32]
نوري باشا السعيد
لست بصدد ذكر سيرة حياته .. لأن له موضوع مستقل
في هذا المنتدى الطيب
ولكني دونت الكثير عن شخصية هذا الرجل ألامع وعلاقته مع الناس
وبساطته وطيب خلقه وسعة صدره
ورغم أنه داهية في السياسة
كان يتمتع بحس الفكاهة والمداعبة اللطيفة
مقهى الزهاوي .. من أشهر المقاهي في بغداد
قريبا من السراي مقر الحكومة
وكان الباشا نوري السعيد
حين يجد فسحة من الوقت لا يتردد في زيارة هذا المقهى
الذي تأسس عام 1926 م
لم يكن الأمر غريبا أن يجلس الباشا في
أحد أركان المقهى ذات الأرائك البسيطة والمصطبات البالية
ولم يكن غريبا أبدا أن يجالس الشاعر الكبير
جميل صدقي الزهاوي
ومن المواقف الطريفة
(( كان رجل فقير يجلس بشكل يومي عند باب المقهى ....
يشتم بصوت عال رئيس الوزراء نوري باشا السعيد
كلما يمر بموكبه من إمام المقهى بسبب حاجته المادية السيئة
وحالة البطالة التي كان يعيشها الرجل
وكان نوري سعيد يسمعه يزمجر ويشتم
حتى أرسل في طلبه
وسأله لماذا تشتمني ؟
فأجابه الرجل انه يعيش حالة فقر مدقع
وقال له بما معناه :
وأنت رئيس الوزراء مسؤول عن بطالتي وفاقتي ))
فأعطاه نوري السعيد مبلغ دينار ونصف
فاندهش من يجلس في المقهى
في اليوم التالي
وجدوا صاحبهم يهتف بحياة نوري سعيد ..... بدلاً من إن يشتمه
والدينار ونصف في ذلك الزمن تعني ثروة للإنسان الفقير
يروي المحامي والخبير القانوني الأستاذ ( طارق حرب ) روايته :
مِن الرسوم والتقاليد التي كانت موجودة في ذلك العهد
إن يتولى الملك تقبل تهاني بعض الضباط
وأبنائهم في العيد السعيد
ويكون ذلك في دار الضباط الموجودة في منطقة باب المعظم
مجاور بيت الحكمة
الذي يطل على نهر دجلة ويتولى منح (العيديات) لأبناء الضباط
ويتولى رئيس الوزراء تقبل تهاني ضباط الصف وأبنائهم في العيد
ويكون ذلك في دار نواب الضباط الكائن في محلة حافظ القاضي مجاور الجسر
والتي تطل على نهر دجلة أيضا
وقد جرت العادة على انتخاب الضباط ونواب الضباط
بحيث يمثلون الوحدات العسكرية في بغداد
وبما إن والدي كان برتبة رئيس عرفاء في الكلية العسكرية
فقد وقع الاختيار عليه
ليكون احد المشاركين في هذه المناسبة في بداية خمسينيات القرن الماضي
وقد اصطحبني والدي للذهاب معه .... ولم يختر شقيقي الأكبر
وفعلا ... في اليوم المعين
ومن ساعات الفجر الأولى
اردفني والدي خلفه في الدراجة الهوائية
وكانت من نوع (فيليبس)
وكانت مشهورة في ذلك التأريخ
وانطلقنا من قرية الرستمية التي نسكنها
وثم في شارع الرشيد إلى دار نواب الضباط.
ولم تكد تمضي فترة حتى رأينا نوري باشا السعيد رئيس الوزراء
وكان يركب سيارة نوع بنقلي
وينتعل حذاءً من نوع (صندل أو جركس )
إي الحذاء المشبك ويرتدي قميصا نصف ردن ملقى على البنطلون
وكان هنالك سائق وحيد له
توقفت السيارة
وتولى الموجودين بالعيد
ثم قام بدفع مبلغ قدره ربع دينار ....
إي ما يساوي دولارا في يومنا هذا
إلى كل واحد من أبناء ضباط الصف
ومنهم كاتب هذه الحروف وبعد انتهاء الحفل ركبت
خلف والدي على الدراجة
وهنا سألت والدي: إذا كان نوري باشا دفع لنا هذا المبلغ
وهو مبلغ كبير جدا في تلك الأيام
فكم سيدفع (عيدية) لولده صباح
وهنا أجابني والدي انه سيدفع مبلغا لا يقل عن خمسة دنانير
إي ما يوازي عشرين دولارا في أيامنا هذه
كان ربع الدينار كبيرا ....
أكلنا فيه اللحم المشوي (التكة) في حديقة الملك غازي
إي حديقة الأمة حاليا ساحة التحرير
ومررنا على مكان وجود العوائل المشاركة في العيد
في منطقة (بارك السعدون)
حيث كانت هذه المنطقة مجاورة لشمال شارع النضال حاليا
وكانت تلك المنطقة هي منطقة العيد كما يقال وهي أشبه بمتنزه
الزوراء في أيامنا هذه
وبعد ذلك عدنا إلى البيت
ومازال الربع دينار شبه كامل
ذلك إن سعر (شيش التكة) في تلك الأيام لا يزيد على عشرة فلوس
إي جزء واحد من خمسة وعشرين جزءا من ربع دينار
فسلاما لمن مكننا من مقابلة نوري باشا السعيد
ونعم (العيدية) التي دفعها
وهي اكبر (عيدية) تم دفعها في الأيام الخوالي المذكورة
نوري باشا السعيد له أبن وحيد أسمه .... صباح
http://dc08.arabsh.com/i/02623/ubbmhk63fs32.gif
نوري باشا السعيد
له أبن وحيد أسمه ( صباح )
والمعروف عن صباح ... ارتياده للملاهي
ومعاشرة بنات الليل
رجل صاحب ( كيف ) وفي أحيان كثيرة تحدث مشاكل بسب رعونته
ويدخل أقسام الشرطة ... ويتم الاتصال بوالده
وكل مرة يندم الباشا على تدليله له
ويطلب من مدير المركز
تطبيق كل الإجراءات القانونية بحقه
ويقول الباشا للمقربين منه
هاي أشلون مع صباح !!!!!؟
على كل حال .. صباح في الأصل
طيار متهور جدا يميل الى المغامرة ويحب كثيرا الألعاب البهلوانية الجوية
عند افتتاح جسر الملكة عالية ( الجسر الجمهوري ) فيما بعد
وقيل عند افتتاح جسر الأحرار
كان الطيار صباح احد المشاركين في الاحتفال
يقوم بعرض جوي بالمرور من فوق الجسر على ارتفاع منخفض
الملك فيصل الثاني والأمير عبد الإله والباشا ينظرون إلى حركاته
البهلوانية في الجو
ويبدو ان صباح كان يعد مفاجأة كبيرة لوالده
حين قام على مرأى الجميع ... بالمرور بطائرته من تحت الجسر عدة مرات
وفي كل مرة يزداد غضب الباشا حتى استشاط غضبا
من تصرف ولده الوحيد
وما أن أصبح صباح وجها لوجه مع والده الباشا وكان ينتظر منه المدح
حتى أنفجر غضب الباشا في وجه ولده قائلا له :
(( لك هاي الطائرة مو من جيب اليخلفك ......
لك أنت تعرف قيمة الطائرة التي تركبها كم ثمنها ....... !!!!
إذا كانت حياتك رخيصة طبك مرض .... الطائرة عندي أغلى منك ))
ثم قال له ......
(( لا تستحق إن تكون طيارا ...
أنك تستهين بما لك من أمانة وهي في رقبتك ))
وبأمر من الباشا
طرد صباح من سلاح الجو العراقي إلى وظيفة مدنية[/size][/size]
المالكة تغط في نوم عميق تلك الليلة
بدأ انقلاب عسكري مدروس وخدمه الحظ كثيرا
تحرك اللواء التاسع عشر من ( جلولاء )
باتجاه العاصمة بغداد
الزعيم عبد الكريم قاسم
اتصل الزعيم عبد الكريم قاسم أمر اللواء التاسع عشر
بصديقه الزعيم احمد صالح العبدي
وأبلغه بضرورة الالتحاق في مقره بمعسكر المنصورية
وهناك فاتحه بخطة الثورة
وأكد عليه إن تلتحق كتيبة المدفعية
التي هو أمرها باللواء 19
كما طلب منه إن يلتحق
بمنصبه الجديد كرئيس لأركان الجيش
حال سماعه التعينات من الاذاعة
أحمد صالح العبدي
استغل الزعيم عبد الكريم قاسم
انشغال قائد الفرقة الثالثة اللواء الركن غازي الداغستاني
بتفتيش ومراسم توديع اللواء العشرين
الذي سيسافر إلى الأردن
بالمناسبة اللواء غازي ....
هو ابن خليل باشا الداغستاني
( والي بغداد ) في العهد العثماني .....
اللواء الركن غازي خليل الداغستاني
ليتصل بالضباط الأحرار في اللواء العشرين
ليؤكد عليهم الواجبات
وبالأخص العقيد عبد السلام محمد عارف أمر الفوج الثالث
عبد السلام محمد عارف
والعقيد عبد اللطيف الدراجي أمر الفوج الأول
عبد اللطيف الدراجي
وتم الاتفاق على استثمار فرصة مرور اللواء
ببغداد لتنفيذ خطة الثورة
على أساس السيطرة على اللواء إثناء الحركة
ومن ثم إبعاد العناصر غير الموالية للثورة
والزحف نحو بغداد
وإكمال السيطرة على الأهداف المهمة فيها
وإعلان الثورة
الخبرات السابقة في حياة الإنسان
غالبا ما تدفعه إلى التفكير في الخيارات المتاحة إمامه
على سبيل المثال ما حدث بعد فشل ثورة مايس عام 1941م
والتنكيل الذي حدث يدفع المرء إلى التفكير بالعواقب المحتملة
وهذا شيء طبيعي في السلوك البشري
ليس غريبا إن يكون ( الزاد والملح ) قد جعل المرافق الشخصي للباشا
يحاول إنقاذه بطريقة
لا تسبب الضرر لكلا الطرفين
على الأقل انه لم ينسى عطف الباشا
وتعامله اللطيف مع من يعمل معه
خصوصا وأنه عمل معه لفترة طويلة
ويعرف الكثير عنه
فمن باب الوفاء على الأقل
إن لا يتحمل ذنب الخيانة
وفعل ما يجعله راضيا عن نفسه رغم
إنني شخصيا لا اعتقد ذلك ....
بصراحة الخيانة لا تحتمل في كثير من الأحيان
ولكن من طبيعة الإنسان ....
الجحود والأنانية و نكران الجميل
حتى عندما يحقد
ولا يظهر حقده ... يبقى الخبث سيده
لأنه صغير ولن يكون كبير قط
وهذه الصفات موجودة في كل نفس بشرية ولكن على درجات
على كل حال
القوة المهاجمة للدار وجدتها خالية
حالما دخلتها فلا احد فيها
وتركت الدار على حالها .....
بقي سائق السيارة والعريف إبراهيم الحارس !!!!!
منزل رئيس وزراء العراق فيه سائق وحارس فقط ..
كانت المسافة بين دار نوري باشا وقصر الرحاب حوالي 12 كم
وما إن سمع الباشا إطلاق النار سارع في الهرب ... ليس هناك حماية تذود عنه
وتمكن من الوصول إلى الكاظمية
متوجها نحو دار الاستربادي المعروفة
اجتماعيا وبقي فيها بعد انتصاف الليل
في حين إن قادة الثورة رصدوا جائزة ثمينة
قدرها 10 ألاف دينار لمن يلقي القبض عليه حيا أو ميتا
والواقع إن هذا المبلغ كبير جدا في حسابات ذلك العصر ويسيل له اللعاب !!!!!
وهناك بعض من قال شيء مختلف
ولكن في النهاية نعرف الحقيقة
على سبيل المثال .. أن جانب الرصافة سمع صوت إطلاق الرصاص
وتجمهرت الناس إمام النهر .... هذا ليس صحيح
والحقيقة يرويها شخص .. ما زال على قيد الحياة وقال لي :
(( هذا الشارع المطل على نهر دجلة صوب كرادة مريم
يخلو تماما من الناس في تلك الساعة ...
يمكن محلة السنك سمعت صوت الرصاص ))
دفوع معقولة ... لأن الناس تنام مبكرا وتصحو مع صلاة الفجر
ترى .......... هل سمع الباشا صوت رصاص الإنذار
المقصود أو غير المقصود
من قبل المقدم وصفي طاهر ؟
أم صوت الرصاص المنبعث من جهة قصر الرحاب
رغم بعد المسافة ؟
وبالمناسبة هناك مبالغة في تقدير المسافة بين قصر الباشا
وقصر الرحاب وفي كل الأحوال هذا لا يعني شيئا
لان الإنسان دوما
يميل إلى المبالغة في نقل ما يحدث من حوله ... ولا يعلم الحقيقة إلا الله عز وجل
وفي أحيان كثيرة يكون الإنسان متقلبا حين يمس الأمر مصلحته
وفي أحيان كثيرة يكون الحقد أعمى .. لأن الظلام يعمي العيون
ما قيمة العيون التي ترضى وفي وضح النهار
أن تبيت للواقعة ولو بسيط جدا من الرحمة ؟
إثناء الليل اصطحب الباشا السبعيني
أمرتان من إفراد تلك الأسرة إلى
دار قريبهم المقرب ( محمود الاستربادي ) الكائن في الاعظمية
قريب جدا من الكورنيش
حيث أستأجر سيارة تكسي توصل الثلاثة إلى تلك الدار البعيدة عن الأنظار
ذات البناء الفخم
ورفض الباشا السعيد المبيت في الدار
وللعلم كان في بيت آخر .. قبل وصوله إلى هذا الدار
وما يمتلكه من حس امني ...
أصر على المبيت في الجناح المخصص
للحراس والطباخين الملحق في القصر
يقول : بهجت حنا يوسف
وهو احد شهود العيان :-
(( كان هناك بعض الصبية يلعبون ( الدعبل )
عندما مر الباشا المتنكر بزي امرأة
على مقربة منهم وكانت معه امرأة أخرى
وحينما لمح احدهم الطرف السفلي من البيجاما
التي كان يرتديها الباشا
ظهر مغايرا لمنظر الاثنين صاح مازحا !!!!!!!!!!!!
( لك باوعوا هذا رجال صاير امرية )
وبالحماسة الصبيانية العابثة
صاح الآخرون بنفس ما قاله الصبي
( رجال صاير امرية)
بمعنى رجل يتشبه بالنساء ))
المكان الذي سقط فيه نوري السعيد صريعا
امام المدرسة الاوسية الأبتدائية ...
ولو كان الباشا قد أسرع بالسير لما انتبه الناس له
ولكن توقفه وارتباكه سبب ازدياد عدد المتجمهرين من حوله
في تلك اللحظة اخرج الباشا مسدسه وأطلق منه عيارا ناريا
قاصدا تفريق الناس الذين تحلقوا من حوله
ولم يدر في خلده أو إن يتوقع أنها دعوة علنية لقدوم مفرزة الانضباط العسكري
التي كانت بالقرب من الزقاق العريض القريب من شارع السعدون
ومعها كل من وصفي طاهر و عبد الستار الجنابي
الباشا حاول المقاومة ولكن المنية كانت أسرع
إن احد الناس سارع إليه فقتله
وصفي طاهر
وقيل إن وصفي طاهر بالذات هو الذي قام بقتل
الباشا وزوجة الاستربادي برشقه من سلاحه الرشاش
وأجهز عليه ..... وكانت اقرب رواية
هل طلب وصفي طاهر من الباشا الاستسلام حفاظا على حياته
وهو الذي كان قريبا جدا منه وعمل معه
فترة طويلة بصفته المرافق الأقدم ؟
كان على الأقل بمقدوره إن
يلجم الرعاع من التمثيل بجثته
الذين أمعنوا في الجسدين تمزيقا
دون وازع من ضمير أو حياء
وهذه قصة طويلة لأن الباشا تنقل خلال فترة محددة
بين دار البصام والاستربادي ومحمود إلى بيت محمد العريبي
وقضى نحبه في منطقة البتاوين
قريبا من ساحة النصر
يقول اللواء الركن ( خليل سعيد ) قائد الفرقة الثالثة بعد الثورة
وهو بالمناسبة احد أصدقاء الزعيم عبد الكريم قاسم :-
(( كنت مع الزعيم عندما أخبرني بنبأ مقتل الباشا
وبأنهم سيأتون بجثته بعد قليل وبعد 45 دقيقة جاء احد الضباط وقال
سيدي الجثة في سرداب الوزارة
فاقتادني الزعيم معه ودخلنا السرداب المظلم
ولم يكن في وسعنا العثور على مفاتيح المصابيح الكهربائية
مما اضطرنا إلى
إشعال كمية من الورق والاقتراب من الجثة الموجودة
وعندما شاهدناها تأكد لنا أنها جثة الباشا
ولكن كيف أخرجت فيما بعد ..........
وسحلت في شوارع بغداد[size=32]
لست بصدد التشكيك فيما حدث .... وفيما قيل
ولكن أحيانا أشياء كثيرة غير معقولة
أو غير حقيقية تدخل التأريخ من باب المسلمات
ثم يأتي التهويل ومن ثم المبالغة في نقل الوقائع
وفي نهاية المطاف لا نصل إلى الحقيقة
هل كانت جثة الباشا وحيدة في السرداب ؟
ألم يكن هناك جنود أو حرس في السرداب ( المظلم ) والمفارقة .....
إن لا احد يعرف مكان مفاتيح المصابيح الكهربائية
أذن كيف تم إدخال الجثة !!!؟
والسرداب مظلم .... هذا في وزارة الدفاع ؟
ربما يقول احد ..... لم يكن هناك مكان
غير هذا المكان ؟
جثة الباشا كانت كتلة من الدم واللحم بعد أن تعرضت إلى سيل من الضرب
بالخناجر والمعاول والعصي في البتاوين مقابل المدرسة الاوسية ...
وما زال المكان موجود
مكان يبكي ....
يبكي رجلا كم العراق بحاجة له ألان
الباشا نوري السعيد
في الشارع العريض من الصورة الجوية
في هذا المكان وسط الصورة
قتل شيخ السياسة العراقية واللولب المحرك لها
فقدنا الباشا نوري السعيد
يقول ( فؤاد عارف ) في مذكراته :
(( أن مقتل الباشا
كان مؤلم للزعيم عبد الكريم قاسم
فكلما تذكرها كان يجهش بالبكاء
بسبب العلاقة الأبوية التي كانت تربطه بالباشا ....
وتأسف كثيرا
لأن لم يكن ليفعل شيئا
لمنع الغوغاء من التمثيل بجثمانه ))
انتهى النص
لا احد يعرف
كيف تم تهريب الجثة من سرداب الوزارة !!
وتم تسليمها للجمهور المتعطش
للتنفيس عن السادية الموغلة في نفوسهم المريضة
ليتم سحلها في الشوارع
على فكرة .... السادية هي موجودة في كل نفس بشرية
ولكن على درجات تبدأ من البداية السيئة
قلت ذلك في ردي السابق
وماضينا السلطوي تحت مسمى
الخلافة .... كان أكثر قسوة بكثير
متى كان الدين الإسلامي الحنيف .. يبرر القسوة في الانتقام ؟
التاريخ دوما يعيد نفسه بطريقة مختلفة
وعندما يتعلق الأمر بالسلطة .. يأخذ منحى أخر
يتخلى عن الرحمة .. يمارسها بطريقته
وأخذت السيارات تدوس على الجثة
حتى تساوت مع إسفلت الشارع ...
أكثر من أربعة أيام !!!!!!
ترى من الذي أمتلك الشجاعة ليجمع البقية الباقية من الجثة
لتدفن دون اسم في مقبرة الباب المعظم القريبة من وزارة الدفاع ؟
وهي أول معلومة أذكرها ...
وقلة قليلة فقط تعرفها
ومازال قبره ... لا يحمل أسم صاحبه[/size][/size][size=32]
نوري باشا السعيد
لست بصدد ذكر سيرة حياته .. لأن له موضوع مستقل
في هذا المنتدى الطيب
ولكني دونت الكثير عن شخصية هذا الرجل ألامع وعلاقته مع الناس
وبساطته وطيب خلقه وسعة صدره
ورغم أنه داهية في السياسة
كان يتمتع بحس الفكاهة والمداعبة اللطيفة
مقهى الزهاوي .. من أشهر المقاهي في بغداد
قريبا من السراي مقر الحكومة
وكان الباشا نوري السعيد
حين يجد فسحة من الوقت لا يتردد في زيارة هذا المقهى
الذي تأسس عام 1926 م
لم يكن الأمر غريبا أن يجلس الباشا في
أحد أركان المقهى ذات الأرائك البسيطة والمصطبات البالية
ولم يكن غريبا أبدا أن يجالس الشاعر الكبير
جميل صدقي الزهاوي
ومن المواقف الطريفة
(( كان رجل فقير يجلس بشكل يومي عند باب المقهى ....
يشتم بصوت عال رئيس الوزراء نوري باشا السعيد
كلما يمر بموكبه من إمام المقهى بسبب حاجته المادية السيئة
وحالة البطالة التي كان يعيشها الرجل
وكان نوري سعيد يسمعه يزمجر ويشتم
حتى أرسل في طلبه
وسأله لماذا تشتمني ؟
فأجابه الرجل انه يعيش حالة فقر مدقع
وقال له بما معناه :
وأنت رئيس الوزراء مسؤول عن بطالتي وفاقتي ))
فأعطاه نوري السعيد مبلغ دينار ونصف
فاندهش من يجلس في المقهى
في اليوم التالي
وجدوا صاحبهم يهتف بحياة نوري سعيد ..... بدلاً من إن يشتمه
والدينار ونصف في ذلك الزمن تعني ثروة للإنسان الفقير
يروي المحامي والخبير القانوني الأستاذ ( طارق حرب ) روايته :
مِن الرسوم والتقاليد التي كانت موجودة في ذلك العهد
إن يتولى الملك تقبل تهاني بعض الضباط
وأبنائهم في العيد السعيد
ويكون ذلك في دار الضباط الموجودة في منطقة باب المعظم
مجاور بيت الحكمة
الذي يطل على نهر دجلة ويتولى منح (العيديات) لأبناء الضباط
ويتولى رئيس الوزراء تقبل تهاني ضباط الصف وأبنائهم في العيد
ويكون ذلك في دار نواب الضباط الكائن في محلة حافظ القاضي مجاور الجسر
والتي تطل على نهر دجلة أيضا
وقد جرت العادة على انتخاب الضباط ونواب الضباط
بحيث يمثلون الوحدات العسكرية في بغداد
وبما إن والدي كان برتبة رئيس عرفاء في الكلية العسكرية
فقد وقع الاختيار عليه
ليكون احد المشاركين في هذه المناسبة في بداية خمسينيات القرن الماضي
وقد اصطحبني والدي للذهاب معه .... ولم يختر شقيقي الأكبر
وفعلا ... في اليوم المعين
ومن ساعات الفجر الأولى
اردفني والدي خلفه في الدراجة الهوائية
وكانت من نوع (فيليبس)
وكانت مشهورة في ذلك التأريخ
وانطلقنا من قرية الرستمية التي نسكنها
وثم في شارع الرشيد إلى دار نواب الضباط.
ولم تكد تمضي فترة حتى رأينا نوري باشا السعيد رئيس الوزراء
وكان يركب سيارة نوع بنقلي
وينتعل حذاءً من نوع (صندل أو جركس )
إي الحذاء المشبك ويرتدي قميصا نصف ردن ملقى على البنطلون
وكان هنالك سائق وحيد له
توقفت السيارة
وتولى الموجودين بالعيد
ثم قام بدفع مبلغ قدره ربع دينار ....
إي ما يساوي دولارا في يومنا هذا
إلى كل واحد من أبناء ضباط الصف
ومنهم كاتب هذه الحروف وبعد انتهاء الحفل ركبت
خلف والدي على الدراجة
وهنا سألت والدي: إذا كان نوري باشا دفع لنا هذا المبلغ
وهو مبلغ كبير جدا في تلك الأيام
فكم سيدفع (عيدية) لولده صباح
وهنا أجابني والدي انه سيدفع مبلغا لا يقل عن خمسة دنانير
إي ما يوازي عشرين دولارا في أيامنا هذه
كان ربع الدينار كبيرا ....
أكلنا فيه اللحم المشوي (التكة) في حديقة الملك غازي
إي حديقة الأمة حاليا ساحة التحرير
ومررنا على مكان وجود العوائل المشاركة في العيد
في منطقة (بارك السعدون)
حيث كانت هذه المنطقة مجاورة لشمال شارع النضال حاليا
وكانت تلك المنطقة هي منطقة العيد كما يقال وهي أشبه بمتنزه
الزوراء في أيامنا هذه
وبعد ذلك عدنا إلى البيت
ومازال الربع دينار شبه كامل
ذلك إن سعر (شيش التكة) في تلك الأيام لا يزيد على عشرة فلوس
إي جزء واحد من خمسة وعشرين جزءا من ربع دينار
فسلاما لمن مكننا من مقابلة نوري باشا السعيد
ونعم (العيدية) التي دفعها
وهي اكبر (عيدية) تم دفعها في الأيام الخوالي المذكورة
نوري باشا السعيد له أبن وحيد أسمه .... صباح
http://dc08.arabsh.com/i/02623/ubbmhk63fs32.gif
نوري باشا السعيد
له أبن وحيد أسمه ( صباح )
والمعروف عن صباح ... ارتياده للملاهي
ومعاشرة بنات الليل
رجل صاحب ( كيف ) وفي أحيان كثيرة تحدث مشاكل بسب رعونته
ويدخل أقسام الشرطة ... ويتم الاتصال بوالده
وكل مرة يندم الباشا على تدليله له
ويطلب من مدير المركز
تطبيق كل الإجراءات القانونية بحقه
ويقول الباشا للمقربين منه
هاي أشلون مع صباح !!!!!؟
على كل حال .. صباح في الأصل
طيار متهور جدا يميل الى المغامرة ويحب كثيرا الألعاب البهلوانية الجوية
عند افتتاح جسر الملكة عالية ( الجسر الجمهوري ) فيما بعد
وقيل عند افتتاح جسر الأحرار
كان الطيار صباح احد المشاركين في الاحتفال
يقوم بعرض جوي بالمرور من فوق الجسر على ارتفاع منخفض
الملك فيصل الثاني والأمير عبد الإله والباشا ينظرون إلى حركاته
البهلوانية في الجو
ويبدو ان صباح كان يعد مفاجأة كبيرة لوالده
حين قام على مرأى الجميع ... بالمرور بطائرته من تحت الجسر عدة مرات
وفي كل مرة يزداد غضب الباشا حتى استشاط غضبا
من تصرف ولده الوحيد
وما أن أصبح صباح وجها لوجه مع والده الباشا وكان ينتظر منه المدح
حتى أنفجر غضب الباشا في وجه ولده قائلا له :
(( لك هاي الطائرة مو من جيب اليخلفك ......
لك أنت تعرف قيمة الطائرة التي تركبها كم ثمنها ....... !!!!
إذا كانت حياتك رخيصة طبك مرض .... الطائرة عندي أغلى منك ))
ثم قال له ......
(( لا تستحق إن تكون طيارا ...
أنك تستهين بما لك من أمانة وهي في رقبتك ))
وبأمر من الباشا
طرد صباح من سلاح الجو العراقي إلى وظيفة مدنية[/size][/size]
[size=32][size=32]هذا هو شرف المهنة وهذه هي قمة الوطنية وليس كما كان الاهوج صدام حسين ابن .....؟ من قاع المجتمع يمنح اولاده وكل اقاربه صلاحية التلاعب بحقوق الشعب العراقي الابي ... الطيور على اشكالها تقع لعة الله على كل من ااذى الملك ونوري السعيد واعتقد ان الشعب العراقي منذ تلك اللحظة لم يرى فرجا لان الله انزل به عقابا على مافعله بالعائلة المالكة الخ
http://dc08.arabsh.com/i/02623/csucecpg6xz8.bmp
نوري سعيد مع ولده الوحيد صباح
شهادة
اليوم الأخير في حياة صباح نوري السعيد
صبيحة يوم الاثنين الموافق السابع من تموز 1958م
كان صباحاً كبقية صباحات تموز الحارة ......
وقفت سيارة سوداء مهيبة
أمام مطعم المرحوم جاسم الباججي الذي كان موجوداً في شارع الكيلاني
والمواجه لجامع العيدروسي
ونزل من السيارة صباح نوري السعيد
( مدير السكك العام )
وابن رئيس الوزراء المعروف للقاصي والداني
وهذه لم تكن زيارته الأولى لمطعم والدي ... وانما كان
المرحوم صباح السعيد
يختتم في أكثر الأحيان جولاته الليلية في مطعمنا المعروف
لدى الرصافيين والكرخيين
فالمطعم أسبق وجوداً من مطعم الحاتي
لأكلة الباجة الشعبية ..
( لحم الراس )
كانت جولات صباح السعيد لم تكن لتفقد أحوال الرعية ..
وانما كان الرجل صاحب ( كيف ) يحب الحفلات في ملاهي بغداد آنذاك
إلا ان الرجل والشهادة لله يحترم الناس من الذين ندعوهم بالكسبة
وأصحاب المهن .......
احتراماً لا مزيد عليه وقد شاهدت ذلك منه برغم صغر سني
كما كان تشيع منه آيات الشهامة والود الخالص في تعامله مع الشخصيات الشعبية البسيطة
وكان لا يخاطب والدي إلا بلفظة : ( عمي جاسم )
وكان دائماً معه أصحاب كثر
يقال انهم كانوا من الأشقياء
وهناك من يقول انه كان هو الآخر من الاشقياء
وكان بالطبع ميزان القوى
يميل الى جانبه
والده نوري السعيد .... أخطر رئيس وزراء ليس في العراق فحسب
وانما على وزن الشرق الأوسط برمته
وكان من طبع المرحوم صباح السعيد حين
يتوسط المطعم مع جماعته
ان يدعو كل مار وكل مستطرق في شارع الكيلاني لعزومته
على هذه الأكلة الشعبية
ويقول لوالدي :
(( عمي جاسم أنت انسان كريم وعلى باب الله ..
فكل من يمر في هذا الشارع هو ضيفي وضيفك في الوقت نفسه ..
والله انك لأكرم مني
لأنك جاعلاً من محلك مضيفاً لكل جائع لا يملك ثمن سد جوعته
وفي الوقت نفسه
تجعل من محلك باباً شريفاً لرزقك ))
ولهذا السبب كان المطعم
يزدان بالآكلين المسرعين
ثم ينتهي الأكل خلال ساعة واحدة بدل الساعات !!!!!
هي الأريحية عند البغادة والكرم النفسي والمادي والمعنوية
في مكونات الشخصية البغدادية العتيدة والتليدة .
في اصبوحة هذا الاثنين الأخير ......
فقد بدى الرجل على غير طبعه وعاداته البغدادية الأصيلة .....
من التندر وحبك النكات اللطيفة بدا الرجل
وحيداً مع غانية تقبع في ظلمة هذه السيارة السوداء
أين الأصحاب ....
والشحوب يعلو هامته يحاول نفض الاحباط عنه
يكابر ويريد الاحتفاظ بهالته..
أراد ان يداعب أحدهم وكان يتوضأ على مغسلة المطعم
وأذكر اسمه كان (حمودي رامي) فداعبه قائلاً :
ها... ايش تساوي؟
فلما رأى الرجل من يخاطبه .... تعجل في وضوئه ومضى لشأنه ..
وعاد السيد صباح الى والدي يسأله كعادته عن الصحة والحال
ثم عاد الى السيارة .....
وفارق أبي وهو يديم النظر بشكل لم يعهده والدي منه
كأنما كان الرجل يودع بنظراته والدي.. أخيراً قال لوالدي
( عمي جاسم في أمان الله .... )
أجابه :
( في أمان الله باشا )
وكان يوم الاثنين القادم هو يوم 14 تموز 1958م
قتل صباح نوري السعيد على يد نائب عريف في الجيش العراقي
يسمع اذاعة بغداد في انتباه شديد
سمع شخصاً يقول .......
أنا ابن نوري السعيد
وكان صباح يسب ويشتم
أنهى حياة صباح بعدة رصاصات جعله
يتخبط في دمه ....
وكانت وفاة صباح قبل والده ....
هذه الرواية معروفة في حدها الادنى
ولم يعرف أسم قاتله على حد علمي فيما جرى ..
حتى هذا الوقت
القليل من الكلام .. ان الباشا توفي منتحرا
وهناك شهادة واحدة فقط لرجل له وزنه وقيمته ...
سأذكر شهادته
في سياق الحديث عن الباشا نوري السعيد في موضوعه المستقل[/size]
في حزيران 1958م قدم ضابط الاستخبارات في الحرس الملكي
المقدم ( محمد الشيخ لطيف ) ملف يحتوي على
أسماء الضباط الأحرار الذين يريدون الإطاحة بالنظام الملكي
ووضعه إمام الأمير عبد الإله مع كل التفاصيل
وكانت من بين الأسماء التي وردت في الملف أسماء
العديد من المرافقين للأمير في فترات مختلفة من الحكم
ومن بينهم .............
عبد السلام محمد عارف
رفعت الحاج سري
عبد الكريم قاسم
و ( ناظم الطبقجلي ) و ( ناجي طالب )
على الأثر تم عقد اجتماع ضم الأمير عبد الإله
والباشا السعيد والفريق رفيق عارف رئيس
أركان الجيش
وتم استعراض الأسماء
فوجدوا إن أكثرهم من المقربين إلى أركان السلطة !!!!!
الزعيم عبد الكريم قاسم ربيب الباشا السعيد
وناجي طالب
مقرب من القصر ومن مرافقي الملك فيصل الثاني سابقا
وعبد السلام عارف على علاقة برفيق عارف أبو الاستخبارات
ورفعت الحاج سري ... خاله جميل المدفعي
فاتفق الثلاثة على إن يستدعي كل واحد منهم المحسوبين عليه
ويصارحهم في الأمر
وفعلا أستدعى الباشا السعيد
الزعيم عبد الكريم وصارحه بقوله:
(( كرومي .. يكولون انته تتامر علينه
ليش تخلي ذوله يلعبون بعقلك ....... ))
فأجابه الزعيم قاسم مراوغا بالنفي القاطع
وأقسم له بأن هذه وشايات المغرضين للإيقاع به
وتشويه صورته
مؤكدا الدفاع والولاء للبلاط
وخرج الزعيم عبد الكريم بعد إن طمأنه الباشا ....
يتنفس الصعداء ونجح في خداع الباشا
والتقى بزملائه وطمأنهم وحثهم على العمل بحذر
بينما سارع الباشا ليبلغ
الأمير ... بأنه اجري تحقيقا مع الزعيم عبد الكريم
الذي يرأس المؤامرة المزعومة
وتبين له إن الأمر لا يعدو أكثر من
وشاية !!!
الباشا السعيد ... يعرف جيدا رفعت الحاج سري
يعرف والده وخاله .
الباشا في وقت سابق
كان له لقاء مع رفعت .. لقاء خاص
وكانت له نصيحة منه ؟
ترى ما كانت نصيحة الباشا نوري السعيد لرفعت
الحاج سري !!!! ؟[/size]
ما النصيحة
التي وجهها الباشا إلى رفعت الحاج سري؟
الجدير بالإشارة ..
رفعت الحاج سري هو صاحب تنظيم الضباط الأحرار
قبل الزعيم عبد الكريم قاسم
هي أمانة تاريخية .. يجب ذكرها
نوري السعيد
في عام 1954 كان نوري السعيد يشغل منصب وزير الدفاع
وقد أرسل برقية سرية وفورية الى
(كتيبة هندسة ميدان المقر العام) الكائنة في معسكر الرشيد آنذاك
وكان ينتسب إليها المقدم رفعت الحاج سري
وكانت محتويات المعلومات في
البرقية إن نوري السعيد
يطلب مواجهة رفعت الحاج سري
فوصلت البرقية ..................
إلى وحدة المقدم رفعت الحاج سري يطلب فيها حضوره شخصيا في
وزارة الدفاع
لغرض المواجهة ولأمور شخصية
وتم تحديد الوقت والتاريخ في
البرقية ..... للمواجهة
حيث تبلغ رفعت الحاج سري بمحتوى البرقية وأسرع إلى
ديوان وزارة الدفاع
لغرض مواجهة نوري السعيد
وبعد إتباع سلسة المراجع في ديوان الوزارة
قابل رفعت الحاج سري ..... نوري السعيد
ودخل عليه .... وأدى
التحية العسكرية إلى نوري السعيد[/font]
اجلس .. رفعت ثم قال له .......
(( مقدم رفعت إنني اعرف عليك الكثير
واعرف جيدا إن التنظيم السري
الذي ترأسه هو تنظيم الضباط الأحرار
والذي قمت أنت بتأسيسه .....
وان التقارير الدورية لمديرية
الاستخبارات العسكرية العامة تصلني
واطلع على كافة إعمال التنظيم العسكري الذي ترأسه
واعلم جيدا كافة الأماكن والاجتماعات التي تقومون بها
يا رفعت وإنني
أنصحك بترك هذا التنظيم
سوف اكتفي بنقلك خارج بغداد
إلى ناحية (قلعة صالح ) في العمارة
وبمنصب ضابط تجنيد لأبعدك عن هذا التنظيم
وأقول لك بالحرف الواحد
إن المرحوم والدك صديقي ومن مؤسسي الجيش العراقي
وأن خالك جميل المدفعي صديقي
وان أول عمل سيحدث
والذي سيقوم به الانقلابيين سوف يقومون بقتلك أولا
واسمع نصيحتي جيدا
وابتعد عن هذا التنظيم ))
وبعد انتهاء الحديث
خرج رفعت الحاج سري من وزارة الدفاع
والتحق بمنصب ضابط تجنيد في (قلعة صالح) في العمارة
ولم يسمع رفعت الحاج سري نصيحة نوري السعيد
واستمر في عمله في التنظيم السري للضباط الأحرار
وبعد فترة وجيزة
تمت إحالة المقدم رفعت الحاج سري إلى التقاعد
في أيام العهد الملكي في العراق .
بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 م
قام الزعيم الركن عبد الكريم قاسم
بإعادة رفعت الحاج سري إلى الجيش
وبرتبة عقيد
وعينه في منصب
( مدير الاستخبارات العسكرية العامة )
في الجيش العراقي
وبعد فشل حركة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف
في 8 آذار 1959 م
تمت إحالة العقيد رفعت الحاج سري
إلى المحكمة العسكرية العليا الخاصة
( محكمة الشعب) التي كان يرأسها العقيد فاضل عباس المهداوي
وحكمت على رفعت الحاج سري
بالإعدام رميا بالرصاص
وفعلا تم إعدام رفعت الحاج سري
في ميدان رمي أم الطبول بتاريخ 19 أيلول 1959م
[size=48]وصدق قول .. نوري باشا السعيد !!!! ؟
[/size]
http://dc08.arabsh.com/i/02623/csucecpg6xz8.bmp
نوري سعيد مع ولده الوحيد صباح
شهادة
اليوم الأخير في حياة صباح نوري السعيد
صبيحة يوم الاثنين الموافق السابع من تموز 1958م
كان صباحاً كبقية صباحات تموز الحارة ......
وقفت سيارة سوداء مهيبة
أمام مطعم المرحوم جاسم الباججي الذي كان موجوداً في شارع الكيلاني
والمواجه لجامع العيدروسي
ونزل من السيارة صباح نوري السعيد
( مدير السكك العام )
وابن رئيس الوزراء المعروف للقاصي والداني
وهذه لم تكن زيارته الأولى لمطعم والدي ... وانما كان
المرحوم صباح السعيد
يختتم في أكثر الأحيان جولاته الليلية في مطعمنا المعروف
لدى الرصافيين والكرخيين
فالمطعم أسبق وجوداً من مطعم الحاتي
لأكلة الباجة الشعبية ..
( لحم الراس )
كانت جولات صباح السعيد لم تكن لتفقد أحوال الرعية ..
وانما كان الرجل صاحب ( كيف ) يحب الحفلات في ملاهي بغداد آنذاك
إلا ان الرجل والشهادة لله يحترم الناس من الذين ندعوهم بالكسبة
وأصحاب المهن .......
احتراماً لا مزيد عليه وقد شاهدت ذلك منه برغم صغر سني
كما كان تشيع منه آيات الشهامة والود الخالص في تعامله مع الشخصيات الشعبية البسيطة
وكان لا يخاطب والدي إلا بلفظة : ( عمي جاسم )
وكان دائماً معه أصحاب كثر
يقال انهم كانوا من الأشقياء
وهناك من يقول انه كان هو الآخر من الاشقياء
وكان بالطبع ميزان القوى
يميل الى جانبه
والده نوري السعيد .... أخطر رئيس وزراء ليس في العراق فحسب
وانما على وزن الشرق الأوسط برمته
وكان من طبع المرحوم صباح السعيد حين
يتوسط المطعم مع جماعته
ان يدعو كل مار وكل مستطرق في شارع الكيلاني لعزومته
على هذه الأكلة الشعبية
ويقول لوالدي :
(( عمي جاسم أنت انسان كريم وعلى باب الله ..
فكل من يمر في هذا الشارع هو ضيفي وضيفك في الوقت نفسه ..
والله انك لأكرم مني
لأنك جاعلاً من محلك مضيفاً لكل جائع لا يملك ثمن سد جوعته
وفي الوقت نفسه
تجعل من محلك باباً شريفاً لرزقك ))
ولهذا السبب كان المطعم
يزدان بالآكلين المسرعين
ثم ينتهي الأكل خلال ساعة واحدة بدل الساعات !!!!!
هي الأريحية عند البغادة والكرم النفسي والمادي والمعنوية
في مكونات الشخصية البغدادية العتيدة والتليدة .
في اصبوحة هذا الاثنين الأخير ......
فقد بدى الرجل على غير طبعه وعاداته البغدادية الأصيلة .....
من التندر وحبك النكات اللطيفة بدا الرجل
وحيداً مع غانية تقبع في ظلمة هذه السيارة السوداء
أين الأصحاب ....
والشحوب يعلو هامته يحاول نفض الاحباط عنه
يكابر ويريد الاحتفاظ بهالته..
أراد ان يداعب أحدهم وكان يتوضأ على مغسلة المطعم
وأذكر اسمه كان (حمودي رامي) فداعبه قائلاً :
ها... ايش تساوي؟
فلما رأى الرجل من يخاطبه .... تعجل في وضوئه ومضى لشأنه ..
وعاد السيد صباح الى والدي يسأله كعادته عن الصحة والحال
ثم عاد الى السيارة .....
وفارق أبي وهو يديم النظر بشكل لم يعهده والدي منه
كأنما كان الرجل يودع بنظراته والدي.. أخيراً قال لوالدي
( عمي جاسم في أمان الله .... )
أجابه :
( في أمان الله باشا )
وكان يوم الاثنين القادم هو يوم 14 تموز 1958م
قتل صباح نوري السعيد على يد نائب عريف في الجيش العراقي
يسمع اذاعة بغداد في انتباه شديد
سمع شخصاً يقول .......
أنا ابن نوري السعيد
وكان صباح يسب ويشتم
أنهى حياة صباح بعدة رصاصات جعله
يتخبط في دمه ....
وكانت وفاة صباح قبل والده ....
هذه الرواية معروفة في حدها الادنى
ولم يعرف أسم قاتله على حد علمي فيما جرى ..
حتى هذا الوقت
القليل من الكلام .. ان الباشا توفي منتحرا
وهناك شهادة واحدة فقط لرجل له وزنه وقيمته ...
سأذكر شهادته
في سياق الحديث عن الباشا نوري السعيد في موضوعه المستقل[/size]
في حزيران 1958م قدم ضابط الاستخبارات في الحرس الملكي
المقدم ( محمد الشيخ لطيف ) ملف يحتوي على
أسماء الضباط الأحرار الذين يريدون الإطاحة بالنظام الملكي
ووضعه إمام الأمير عبد الإله مع كل التفاصيل
وكانت من بين الأسماء التي وردت في الملف أسماء
العديد من المرافقين للأمير في فترات مختلفة من الحكم
ومن بينهم .............
عبد السلام محمد عارف
رفعت الحاج سري
عبد الكريم قاسم
و ( ناظم الطبقجلي ) و ( ناجي طالب )
على الأثر تم عقد اجتماع ضم الأمير عبد الإله
والباشا السعيد والفريق رفيق عارف رئيس
أركان الجيش
وتم استعراض الأسماء
فوجدوا إن أكثرهم من المقربين إلى أركان السلطة !!!!!
الزعيم عبد الكريم قاسم ربيب الباشا السعيد
وناجي طالب
مقرب من القصر ومن مرافقي الملك فيصل الثاني سابقا
وعبد السلام عارف على علاقة برفيق عارف أبو الاستخبارات
ورفعت الحاج سري ... خاله جميل المدفعي
فاتفق الثلاثة على إن يستدعي كل واحد منهم المحسوبين عليه
ويصارحهم في الأمر
وفعلا أستدعى الباشا السعيد
الزعيم عبد الكريم وصارحه بقوله:
(( كرومي .. يكولون انته تتامر علينه
ليش تخلي ذوله يلعبون بعقلك ....... ))
فأجابه الزعيم قاسم مراوغا بالنفي القاطع
وأقسم له بأن هذه وشايات المغرضين للإيقاع به
وتشويه صورته
مؤكدا الدفاع والولاء للبلاط
وخرج الزعيم عبد الكريم بعد إن طمأنه الباشا ....
يتنفس الصعداء ونجح في خداع الباشا
والتقى بزملائه وطمأنهم وحثهم على العمل بحذر
بينما سارع الباشا ليبلغ
الأمير ... بأنه اجري تحقيقا مع الزعيم عبد الكريم
الذي يرأس المؤامرة المزعومة
وتبين له إن الأمر لا يعدو أكثر من
وشاية !!!
الباشا السعيد ... يعرف جيدا رفعت الحاج سري
يعرف والده وخاله .
الباشا في وقت سابق
كان له لقاء مع رفعت .. لقاء خاص
وكانت له نصيحة منه ؟
ترى ما كانت نصيحة الباشا نوري السعيد لرفعت
الحاج سري !!!! ؟[/size]
ما النصيحة
التي وجهها الباشا إلى رفعت الحاج سري؟
الجدير بالإشارة ..
رفعت الحاج سري هو صاحب تنظيم الضباط الأحرار
قبل الزعيم عبد الكريم قاسم
هي أمانة تاريخية .. يجب ذكرها
نوري السعيد
في عام 1954 كان نوري السعيد يشغل منصب وزير الدفاع
وقد أرسل برقية سرية وفورية الى
(كتيبة هندسة ميدان المقر العام) الكائنة في معسكر الرشيد آنذاك
وكان ينتسب إليها المقدم رفعت الحاج سري
وكانت محتويات المعلومات في
البرقية إن نوري السعيد
يطلب مواجهة رفعت الحاج سري
فوصلت البرقية ..................
إلى وحدة المقدم رفعت الحاج سري يطلب فيها حضوره شخصيا في
وزارة الدفاع
لغرض المواجهة ولأمور شخصية
وتم تحديد الوقت والتاريخ في
البرقية ..... للمواجهة
حيث تبلغ رفعت الحاج سري بمحتوى البرقية وأسرع إلى
ديوان وزارة الدفاع
لغرض مواجهة نوري السعيد
وبعد إتباع سلسة المراجع في ديوان الوزارة
قابل رفعت الحاج سري ..... نوري السعيد
ودخل عليه .... وأدى
التحية العسكرية إلى نوري السعيد[/font]
اجلس .. رفعت ثم قال له .......
(( مقدم رفعت إنني اعرف عليك الكثير
واعرف جيدا إن التنظيم السري
الذي ترأسه هو تنظيم الضباط الأحرار
والذي قمت أنت بتأسيسه .....
وان التقارير الدورية لمديرية
الاستخبارات العسكرية العامة تصلني
واطلع على كافة إعمال التنظيم العسكري الذي ترأسه
واعلم جيدا كافة الأماكن والاجتماعات التي تقومون بها
يا رفعت وإنني
أنصحك بترك هذا التنظيم
سوف اكتفي بنقلك خارج بغداد
إلى ناحية (قلعة صالح ) في العمارة
وبمنصب ضابط تجنيد لأبعدك عن هذا التنظيم
وأقول لك بالحرف الواحد
إن المرحوم والدك صديقي ومن مؤسسي الجيش العراقي
وأن خالك جميل المدفعي صديقي
وان أول عمل سيحدث
والذي سيقوم به الانقلابيين سوف يقومون بقتلك أولا
واسمع نصيحتي جيدا
وابتعد عن هذا التنظيم ))
وبعد انتهاء الحديث
خرج رفعت الحاج سري من وزارة الدفاع
والتحق بمنصب ضابط تجنيد في (قلعة صالح) في العمارة
ولم يسمع رفعت الحاج سري نصيحة نوري السعيد
واستمر في عمله في التنظيم السري للضباط الأحرار
وبعد فترة وجيزة
تمت إحالة المقدم رفعت الحاج سري إلى التقاعد
في أيام العهد الملكي في العراق .
بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 م
قام الزعيم الركن عبد الكريم قاسم
بإعادة رفعت الحاج سري إلى الجيش
وبرتبة عقيد
وعينه في منصب
( مدير الاستخبارات العسكرية العامة )
في الجيش العراقي
وبعد فشل حركة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف
في 8 آذار 1959 م
تمت إحالة العقيد رفعت الحاج سري
إلى المحكمة العسكرية العليا الخاصة
( محكمة الشعب) التي كان يرأسها العقيد فاضل عباس المهداوي
وحكمت على رفعت الحاج سري
بالإعدام رميا بالرصاص
وفعلا تم إعدام رفعت الحاج سري
في ميدان رمي أم الطبول بتاريخ 19 أيلول 1959م
[size=48]وصدق قول .. نوري باشا السعيد !!!! ؟
[/size]
[size=32]( قوندرة الملك واي فرد في عائلته والباشا نوري السعيد واي فرد في حكومته تساوي مليون صدام الكلب وعائلته وكل تكريتي حقير تافه ودليمي وبعثي وقومي واخوانجي الخ )[/size]
[size=32]قلت في إحدى الحلقات السابقة
الزعيم عبد الكريم قاسم ربيب الباشا السعيد المدلل
والباشا قال له :
(( كرومي .. يكولون انته تتامر علينه ؟
ليش تخلي ذوله يلعبون بعقلك ))
الغريب إن العلاقة بين الباشا وقاسم علاقة قوية جدا ...
كان الابن المدلل
وأكثر الضباط حظوة ومكانة
وهذه العلاقة أمنت له الحماية الكافية من كل ملاحقة أو تحري
كان الزعيم عبد الكريم يتقن التمويه
ويعرف جيدا كيف يتعامل مع الباشا المسن
ليس غريبا إن يعتبرها البعض تزلف أو نفاق
وتناسوا إن للزعيم هدف محدد .......
ولكي يصل إلى الهدف كان عليه إن يوهم الباشا بأنه
السند الأكبر في حين انه كان يعد في الخفاء نواياه مع بقية الضباط
ولهذا السبب كان الزعيم يجهش بالبكاء كلما تذكر الباشا
ربما تأنيب للضمير ......
كان عليه على الأقل كقائد للثورة إن يكتفي بقتله
رغم إنني لا اعتقد انه كان يريد قتله !!!!
كان يجب إن لا يسمح بأي حال من الأحوال التمثيل بجثة الباشا.
لا أجد تفسيرا مقنع ومحدد ...
هل كان الأمر خارج عن إرادته ؟
الباشا قتل .... ما جدوى التمثيل بجثمانه !!!!؟
يعرف مصيره سلفا .... بمقدوره إن ينسحب بهدوء
هو أصلا تنبأ بمصيره .. لم يخطر
في باله الهرب
لم يفعلها .. لو يفعلها ينتظر قدره
و القدر كان له بالمرصاد
كان رجلاً وقت الرجولة وممازحا وقت النكتة
حتى ولو كانت عليه
على كل حال ......
سرية مقر الفوج وأمرها النقيب ( مهدي علي الصالحي )
سيطرت على دار الإذاعة .....
وجردت الحراس من أسلحتهم
والرجل بقي منتظرا وصول عبد السلام عارف
حتى الساعة الخامسة والنصف صباحا
داخل بناية الإذاعة ولم يتمكنوا من تشغيل أجهزتها
تم التوجيه إلى احد المهندسين لتشغيلها
لكنه أومأ لهم إلى لوحة ( خفارة ) المذيعين
وكان واجب الافتتاح الصباحي لذلك اليوم للمذيعة
عربية توفيق لازم
فتم إرسال سيارة عسكرية على وجه السرعة
لجلبها من مسكنها إلى دار الإذاعة
وحالما وصلت سألتهم :
من قائد الثورة ؟
أجابها العقيد عبد السلام عارف
إنا ......
قالت له ...
هل سيطرتم على مرسلات الإذاعة في ابو غريب ؟
فأجابها .... وما علاقة ذلك بالإذاعة ؟
وردت عليه ....
(( أن صوت المذيع لن يسمعه احد
خارج هذه الغرفة ))
إذا ما سيطرة عليه قوى معادية للثورة
وقطعت الاتصال
عندها أتصل عبد السلام عارف تلفونيا بشقيقه
عبد الرحمن عارف ( آمر كتيبة مدرعات فيصل)
ليؤمن له السيطرة على المرسلات
وبينما كانت المذيعة منهمكة في التشغيل
كان العقيد عبد السلام يسير في الغرفة ذهابا وإيابا ويقرأ
بعض الآيات القرآنية الكريمة
قالت له المذيعة
تفضل ..... الإذاعة جاهزة
تقدم عبد السلام إمام الميكرفون وقام بإذاعة البيان الأول للثورة
http://dc08.arabsh.com/i/02750/00765hx1yayq.png
[/size]
الزعيم عبد الكريم قاسم ربيب الباشا السعيد المدلل
والباشا قال له :
(( كرومي .. يكولون انته تتامر علينه ؟
ليش تخلي ذوله يلعبون بعقلك ))
الغريب إن العلاقة بين الباشا وقاسم علاقة قوية جدا ...
كان الابن المدلل
وأكثر الضباط حظوة ومكانة
وهذه العلاقة أمنت له الحماية الكافية من كل ملاحقة أو تحري
كان الزعيم عبد الكريم يتقن التمويه
ويعرف جيدا كيف يتعامل مع الباشا المسن
ليس غريبا إن يعتبرها البعض تزلف أو نفاق
وتناسوا إن للزعيم هدف محدد .......
ولكي يصل إلى الهدف كان عليه إن يوهم الباشا بأنه
السند الأكبر في حين انه كان يعد في الخفاء نواياه مع بقية الضباط
ولهذا السبب كان الزعيم يجهش بالبكاء كلما تذكر الباشا
ربما تأنيب للضمير ......
كان عليه على الأقل كقائد للثورة إن يكتفي بقتله
رغم إنني لا اعتقد انه كان يريد قتله !!!!
كان يجب إن لا يسمح بأي حال من الأحوال التمثيل بجثة الباشا.
لا أجد تفسيرا مقنع ومحدد ...
هل كان الأمر خارج عن إرادته ؟
الباشا قتل .... ما جدوى التمثيل بجثمانه !!!!؟
يعرف مصيره سلفا .... بمقدوره إن ينسحب بهدوء
هو أصلا تنبأ بمصيره .. لم يخطر
في باله الهرب
لم يفعلها .. لو يفعلها ينتظر قدره
و القدر كان له بالمرصاد
كان رجلاً وقت الرجولة وممازحا وقت النكتة
حتى ولو كانت عليه
على كل حال ......
سرية مقر الفوج وأمرها النقيب ( مهدي علي الصالحي )
سيطرت على دار الإذاعة .....
وجردت الحراس من أسلحتهم
والرجل بقي منتظرا وصول عبد السلام عارف
حتى الساعة الخامسة والنصف صباحا
داخل بناية الإذاعة ولم يتمكنوا من تشغيل أجهزتها
تم التوجيه إلى احد المهندسين لتشغيلها
لكنه أومأ لهم إلى لوحة ( خفارة ) المذيعين
وكان واجب الافتتاح الصباحي لذلك اليوم للمذيعة
عربية توفيق لازم
فتم إرسال سيارة عسكرية على وجه السرعة
لجلبها من مسكنها إلى دار الإذاعة
وحالما وصلت سألتهم :
من قائد الثورة ؟
أجابها العقيد عبد السلام عارف
إنا ......
قالت له ...
هل سيطرتم على مرسلات الإذاعة في ابو غريب ؟
فأجابها .... وما علاقة ذلك بالإذاعة ؟
وردت عليه ....
(( أن صوت المذيع لن يسمعه احد
خارج هذه الغرفة ))
إذا ما سيطرة عليه قوى معادية للثورة
وقطعت الاتصال
عندها أتصل عبد السلام عارف تلفونيا بشقيقه
عبد الرحمن عارف ( آمر كتيبة مدرعات فيصل)
ليؤمن له السيطرة على المرسلات
وبينما كانت المذيعة منهمكة في التشغيل
كان العقيد عبد السلام يسير في الغرفة ذهابا وإيابا ويقرأ
بعض الآيات القرآنية الكريمة
قالت له المذيعة
تفضل ..... الإذاعة جاهزة
تقدم عبد السلام إمام الميكرفون وقام بإذاعة البيان الأول للثورة
http://dc08.arabsh.com/i/02750/00765hx1yayq.png
[/size]
نص البيان رقم ( 1 )
(( بعد الاتكال على الله
وبمؤازرة المخلصين من أبناء الشعب
والقوات الوطنية المسلحة أقدمنا على تحرير الوطن العزيز من
سيطرة الطغمة الفاسدة التي نصبها الاستعمار
لحكم الشعب والتلاعب بمقدراته لمصلحتهم
في سبيل المنافع الشخصية
أيها الأخوان
إن الجيش منكم واليكم . لقد قام بما
تريدون وأزال الطغمة الباغية التي استهترت بحقوق الشعب
فما عليكم إلا إن تؤازروه
واعلموا إن الضفر لا يتم إلا بترصينه والمحافظة عليه
من مؤامرات الاستعمار وإذنابه وعليه ......
إننا نوجه أليكم ندائنا للقيام بإخبار السلطات عن كل مفسد ومسيء وخائن
لاستئصاله ونطلب منكم إن تكونوا يدا واحدة للقضاء على هؤلاء
والتخلص من شرهم
أيها المواطنون
إننا في الوقت الذي نكبر فيكم روحكم الوطنية الوثابة
والأعمال المجيدة ندعوكم إلى الهدوء والسكينة
في التمسك بالنظام والتعاون والاتحاد
على العمل المثمر في سبيل مصلحة الوطن
أيها الشعب
لقد أقسمنا أن نبذل دماءنا وكل عزيز علينا في سبيلكم
وكنوا على ثقة واطمئنان بأننا سنواصل العمل من
أجلكم وان الحكم يجب أن يعهد إلى حكومة تنبثق من الشعب
وتعمل بوحي منه وهذا لا يتم
إلا بتأليف جمهورية شعبية تتمسك بالوحدة العراقية الكاملة
وترتبط برباط الاخوه مع الدول العربية والإسلامية
وتعمل بمبادئ الأمم المتحدة
وتلتزم بالعهود والمواثيق وفق
مصلحة الوطن وبقرارات مؤتمر باندونغ
وعليه فأن هذه الحكومة الوطنية تسمى منذ ألان
( الجمهورية العراقية ) وتلبية لرغبة الشعب فقد عهدنا
رئاستها بصورة وقتية إلى مجلس سيادة
يتمتع بسلطة رئيس جمهورية
ريثما يتم استفتاء الشعب لانتخاب الرئيس
فانا نسال الله إن يوفقنا في إعمالنا
لخدمة وطننا العزيز انه سميع مجيب
بغداد
في اليوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجة 1377 هجرية
الموافق لليوم الرابع عشر من تموز سنة 1958 ميلادية
القائد العام للقوات المسلحة الوطنية))
هو البيان الأول .. نصه لا يختلف كثيرا عن نصوص أخرى تصاحب أي
انقلاب عسكري .........
في أي بقعة من بقاع الأرض
مرحلة انتقالية
حاسمة في تاريخ العراق .. لم يتحقق من الوعود الشحيحة إلا القليل فقط
والطمع في السلطة مغري .. شديد الأغراء
يا وطنية .. يا بطيخ
ولكل رئيس أخطاءه القاتلة .. لان السلطة لها سيف ذو حدين
ولن أشكك في النزاهة قط
سواء كان في العهد الملكي أو في العهد الجمهوري
مرة قلت .. إن العائلة المالكة في العراق هي
أفقر عائلة ملكية في العالم
ولدي جرد بكل ممتلكاتها ......
الأمير عبد الإله كان له معمل للطابوق اسمه
( معمل طابوق الوصي)
يقع شرق قناة الجيش ( ملعب نادي الصناعة ) حاليا في الرصافة من بغداد
وفي الجانب الأخر من غرب القناة .. مدينة العاب الرصافة
بحيرة ( مدينة العاب الرصافة ) ..
كانت مقلع الطين الذي كان منه يصنع الطابوق
كانت الأرض منخفضة جدا ..
وكانت البحيرة
نوري باشا السعيد كذلك يعيش على راتبه
وعلى وارد مالي من مقلع للحصو في الفلوجة
هذا كل ما يملكه
والزعيم عبد الكريم وجدوا فيه جيبه أقل من دينارين
وكذلك المشير لاحقا عبد السلام عارف ...
خالي الوفاض من أي مال حرام
ولا حتى عبد الرحمن عارف هذا الإنسان
الوديع الشريف
على كل حال
إما السرية الثالثة بقيادة النقيب ( منذر سليم ) .......
توجهت إلى قصر الرحاب
يساعده في ذلك النقيب ( جواد عبد الحميد )
وكان الدليل الملازم أول ( عبد الله مجيد )
الذي انسحب في اللحظة الأخيرة ولم يلتحق بالسرية الثانية
المتمركزة في ساحة المتحف
قرب علاوي الحلة ... من ما دفع بآمر السرية الثالثة بالتقدم
حتى لاحت له القصور الملكية
على مقربة من جسر ( الخر ) .....
و ( الخر ) ... نهر موغل في القدم يخترق جانب الكرخ من بغداد
وفي اواخر الثمنينات من القرن الماضي .. سمي نهر ( الخير)
الذي تم طمره في وقت لاحق
أواخر التسعينيات
والسبب .. لأنه يحاذي مجمع المخابرات العراقية في الحارثية
وهذا المجمع فيه جزء بسيط هو نفسه ( قصر الرحاب ) ..
وسمي قصر النهاية
وما إدراك ما قصر النهاية !!!؟
والسبب الثاني أنه يخترق بناء قصر ضخم أسمه ( قصر السلام )
في الحلقة القادمة صور جوية لموقع النهر المطمور وموقع قصر الرحاب
وتم تطويق القصر
في نفس الوقت ... كان خدم القصر منهمكين في إعداد حقائب السفر
وتهيئة متطلباته استعدادا لسفر الملك
قامت الملكة إلام ( نفيسة) والتي لم تنم تلك الليلة
بأيقاظ أبنتها الأميرة ( عابدية )
ومن ثم الأميرة ( هيام ) زوجة الأمير عبد الإله
وبينما هم منشغلون سمع الجميع صوت أطلاقات نارية في
تمام الساعة الخامسة والربع
واعتقد الجميع أنها من معسكر الوشاش ( متنزه الزوراء حاليا ) القريب من القصر
وكان اعتقادهم ... وجود تدريبات عسكرية
حين أن مصدر الرصاص الحقيقي كان قرب قصر الباشا
الذي هوجم أولا .....
سلام عادل :: الاولى :: تاريخ وحضارات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد يوليو 30, 2017 5:37 pm من طرف Admin
» فوائد و اضرار الحمص
الخميس يوليو 06, 2017 12:36 am من طرف Admin
» مواضع الحجامة الخاصة بكل مرض
السبت يونيو 03, 2017 12:05 am من طرف Admin
» 22 ماده سامه في منازلكم ...؟؟؟؟
الثلاثاء مايو 23, 2017 10:39 am من طرف Admin
» فستق العبيد - الفول السوداني
الأحد مايو 14, 2017 5:55 pm من طرف Admin
» الحياة الايروتيكية في الحقبة الاسلامية 2
الخميس أبريل 06, 2017 7:19 pm من طرف Admin
» حلف الناتو الشيطان الملعون
السبت فبراير 18, 2017 2:53 pm من طرف Admin
» العلمانية العلاج الوحيد لامن واستقرار الامم والشعوب
الجمعة يناير 27, 2017 2:50 am من طرف Admin
» تعرف على أنواع الصوص المختلفة وتاريخها
الخميس ديسمبر 08, 2016 8:44 am من طرف Admin
» تقضي على السعال، وتزيل أثار البرد العام.
الثلاثاء أكتوبر 25, 2016 3:10 am من طرف Admin
» نباتات عامة
الجمعة أكتوبر 21, 2016 5:28 pm من طرف Admin
» معلومه غاية في الاهمية وناجحة 100% للجلطه الدماغية
السبت سبتمبر 03, 2016 9:37 pm من طرف Admin
» تعانين من تساقط الشعر بعد الولادة؟..اكتشفي متى تتخلّصين من المشكلة
الإثنين أغسطس 22, 2016 12:33 pm من طرف Admin
» السكري : الانسولين لم يعد كما كان عليه من قبل
الأحد يونيو 12, 2016 1:40 am من طرف Admin
» الذكرى المشؤمة لاجتياح الامريكان وتحالفاتهم العراق تحت ذريعة تحريرهم من الطاغية الارعن صدام حسين
الجمعة أبريل 29, 2016 5:16 am من طرف Admin
» ما هي المشروبات التي تخفض ضغط الدم؟
الجمعة مارس 25, 2016 5:27 pm من طرف Admin
» ماذا جرى في قصر الرحاب ؟ ومقتل العائلة المالكة في العراق
الخميس مارس 24, 2016 11:37 pm من طرف Admin
» ما هي الخلايا الجذعية؟
الإثنين مارس 21, 2016 3:21 am من طرف Admin
» المضادات الحيويه .. المضاد الحيوى فوائد واعراض جانبية
الإثنين مارس 07, 2016 2:16 am من طرف Admin
» قصة اليوم : أخبريني من إلهك
الخميس مارس 03, 2016 12:11 pm من طرف Admin
» طيار إيراني
الأحد يناير 10, 2016 12:30 pm من طرف Admin
» جرائم المسلمين فيما بينهم فاي دين هذا الذي يقتل اتباعه بعضهم بعضا ؟
السبت يناير 09, 2016 9:42 am من طرف Admin
» قصة ساجدة طلفاح مع دكتورة عراقية
الجمعة ديسمبر 18, 2015 11:15 am من طرف Admin
» هل اختيار المجرم البغدادي في استفتاء كثالث ابرز شخصية في العالم اعتباط ؟
الجمعة ديسمبر 11, 2015 10:14 pm من طرف Admin
» أدوية لبعض الأمراض الشائعة
الجمعة ديسمبر 04, 2015 3:38 am من طرف Admin
» حيلة بسيطة للتخلص من الحشرات وبالأخص البعوض! مع مزيد من النصائح تابع-ي-نا للاخير
الجمعة أكتوبر 02, 2015 5:20 pm من طرف Admin
» بالصور/ مقتل عزت الدوري نائب الرئيس العراقي المقبور صدام حسين
الخميس سبتمبر 17, 2015 3:55 pm من طرف Admin
» أطعمة تقوى الذاكرة وتحارب النسيان
السبت أغسطس 29, 2015 1:18 am من طرف Admin
» قصة الحكومات التركية
السبت أغسطس 01, 2015 12:53 pm من طرف Admin
» فلسطين تطالب بتحرك عربي وإسلامي عاجل لإنقاذ القدس
الأحد يوليو 26, 2015 4:06 pm من طرف Admin
» شهادة للتاريخ : الهجوم الرجعي في الموصل، وموقف عبد الكريم قا
الأربعاء يوليو 15, 2015 3:56 am من طرف Admin
» المستشرقون الجدد
الإثنين يوليو 06, 2015 2:39 am من طرف Admin
» اشهر اربعة عشر سطو وسرقة في التاريخ
السبت يونيو 27, 2015 4:47 pm من طرف Admin
» اعترافات فاطمة يوسف المنشقة عن جماعة الإخوان المسلمين
الأحد يونيو 21, 2015 4:57 pm من طرف Admin
» عيد ياعيد باي حال ستعود ياعيد ؟
الأحد يونيو 21, 2015 4:14 am من طرف Admin
» المالكي ينتقد الجيش ويحمل "المؤامرة" مسؤولية سقوط مناطق عراقية
الأحد يونيو 14, 2015 7:33 am من طرف Admin
» معلومات مع الصور تجهلها
الإثنين مايو 25, 2015 5:00 am من طرف Admin
» ماذا عليك تناوله من الاكلات الصحية لمقاومة المشاكل
الثلاثاء مايو 19, 2015 4:02 pm من طرف Admin
» المخللات الطرشي
الثلاثاء مايو 12, 2015 2:14 am من طرف Admin
» منشقة عن الإخوان المسلمين تكشف مفاجأة جديدة عن اعتصام رابعة العدوية
الأربعاء أبريل 29, 2015 12:39 pm من طرف Admin
» دبس الفليفلة - الفلفل
الجمعة مارس 27, 2015 11:14 pm من طرف Admin
» اكلات من المطبخ التركي
الجمعة مارس 27, 2015 4:27 pm من طرف Admin
» تاريخ السبح
الجمعة مارس 13, 2015 4:22 pm من طرف Admin
» المسبحة ..................
الجمعة مارس 13, 2015 4:17 pm من طرف Admin
» انواع السبح العراقية
الجمعة مارس 13, 2015 3:44 pm من طرف Admin
» افضل انواع السبح
الجمعة مارس 13, 2015 3:19 pm من طرف Admin
» والدة الأمة أنجيلا ميركل خريجة جامعة كارل ماركس.. تحكم أوروبا
الأحد يناير 11, 2015 7:28 pm من طرف Admin
» نبات الارطة
الإثنين ديسمبر 22, 2014 8:10 pm من طرف Admin
» التأويل الباطني عند الجمهوريين
الجمعة أكتوبر 03, 2014 3:26 am من طرف Admin
» هل حرب داعش المجرمة هي حرب دين طائفية ؟ ام تنفيس عن عوامل اجرامية تعتمل في نفوس مكوناتها ؟
الأحد سبتمبر 28, 2014 9:05 pm من طرف Admin
» كفانا انتصارات الاهية وهمية وعلينا البدء بصنع السلام وترسيخ اوزاره في كل عالمنا العربي
السبت أغسطس 23, 2014 4:46 am من طرف Admin
» من هو عدو الله وعدو الانسان ؟
الأحد أغسطس 17, 2014 3:19 am من طرف Admin
» الاستشراق الجديد-.. ما بين -القاعدة- وربيع -الحرية-
الخميس يونيو 05, 2014 4:33 am من طرف Admin
» كيف تستخدم الزنجبيل ؟
الأحد أبريل 27, 2014 6:40 pm من طرف Admin
» هل تشكك عظام الإبل في الكتاب المقدس؟
الإثنين فبراير 24, 2014 3:59 am من طرف Admin
» ما هو دواء ايبوبروفين
الخميس فبراير 20, 2014 10:05 pm من طرف Admin
» ماهي فوائد واضرار المتة ؟
الأربعاء فبراير 19, 2014 5:38 am من طرف Admin
» الأعشاب المضادة للأكسدة
الثلاثاء فبراير 18, 2014 5:45 pm من طرف Admin
» ماذا تعرف عن الفيس بوك ؟
الأحد فبراير 16, 2014 5:35 pm من طرف Admin
» ابرز احداث العراق عام 2013
الإثنين فبراير 10, 2014 8:18 pm من طرف Admin
» المنطقة 51 – الاكثر سرية وغرابة في العالم
الجمعة فبراير 07, 2014 2:15 am من طرف Admin
» اسرار الاهرامات
الثلاثاء ديسمبر 31, 2013 4:25 am من طرف Admin
» كتب عقل طه مايلي من موقع الشيعة الاسترالي تفاصيل مؤامرة السقيفة .
السبت ديسمبر 28, 2013 3:17 pm من طرف Admin
» أسرارٌ خلف الصفقة المثلثة الاضلاع بين طهران وواشنطن والمجموعة الاوروبية - القوة الثالثة
الأربعاء ديسمبر 04, 2013 9:47 pm من طرف Admin
» شاهد هذه الهيليكوبتر المزوده بثمانيه عشر محرك
الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 4:05 am من طرف Admin
» فكر جيدا>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 3:51 am من طرف Admin
» اصطياد اكبر وحش في العالم كان بالبحر في دولة الصين
الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 3:39 am من طرف Admin
» من اجل القضاء على احداث الجحيم العربي وازالة اثاره بازالة انظمة اقطاعية كالسعودية
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 5:11 am من طرف Admin
» عناوين مثقلة بالمعان الانسانية تستخدم اليوم ضد الانسانية مثل الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان
السبت أكتوبر 05, 2013 6:08 am من طرف Admin
» لنقف صفا واحدا لدحر نموذج الجحيم العربي القذر ومنعه من التغلغل في اي قطر عربي اخر .
الخميس سبتمبر 26, 2013 3:18 am من طرف Admin
» ماذا وراء نصرة الاخوان المسلمين والاسلام المتطرف في مجتمعاتنا العربية الاسلامية .
الثلاثاء أغسطس 27, 2013 8:48 pm من طرف Admin
» فجوة الجحيم" تظهر قرب والت ديزنيالاثنين، 12 آب/اغسطس 2013،
الإثنين أغسطس 12, 2013 3:34 pm من طرف Admin
» كيف كان العراقيين يواجهون قيض الصيف الشديد
الإثنين أغسطس 05, 2013 4:01 am من طرف Admin
» فوائد القرفة ( الدارسين ) مكمل
الإثنين أغسطس 05, 2013 12:46 am من طرف Admin
» اكثر من مئة كلمة قرانية قد تفهم خطاء؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
الجمعة أغسطس 02, 2013 8:28 pm من طرف Admin
» يجب على المنظات الانسانية حكومية ومدنية الضغط على المجتمع الدولي لوقف تاييده للعصابات الارهابية الاسلامية تحت اي مبرر كان .
السبت يوليو 27, 2013 4:53 pm من طرف Admin
» الرئيس المصري حازم البيلاوي يعلن . نحارب لارجاع الامن للشارع المصري .
الأحد يوليو 21, 2013 3:05 am من طرف Admin
» انتفاضة الشعب التركي هي نوروز الشعوب ضد الطغيان الديني الطائفي الممقوت ... هي ربيع حقيقي ضد الجحيم العربي .
الإثنين يونيو 03, 2013 7:08 am من طرف Admin
» القسوة لدى صدام حسين...... " دولاب الدم"….الجزء الأخير
الأحد مايو 19, 2013 6:36 am من طرف Admin
» معلومات هامة عن أهم المدن التى إختفت من العالم !!
الجمعة أبريل 26, 2013 2:02 am من طرف Admin
» تسارناييف "مغرداً" بعد تفجيرات بوسطن: ابقوا بأمان
السبت أبريل 20, 2013 1:33 pm من طرف Admin
» مرة اخرى واخيرة الاخوان المسلمين وراء تفجيرات بوسطن
السبت أبريل 20, 2013 5:50 am من طرف Admin
» الظواهري : المجاهدين سيتوجهون الى القدس لتحريرها ؟
الإثنين أبريل 08, 2013 3:59 am من طرف Admin
» خلفان يهاجم "إخوان" مصر بعد استدعاء المنهاليالخميس ، 04 نيسان/ابريل 2013،
الخميس أبريل 04, 2013 1:26 pm من طرف Admin
» الأردن: نواب يصفون القمة العربية بـ"المهزلة" العربية الأربعاء، 27 آذار/مارس 2013، آخر تحديث 23:29 (GMT+0400)
الأربعاء مارس 27, 2013 10:11 pm من طرف Admin
» كل مناسبة اطرح هذا السؤال مؤتمر قمة عربية ام مؤتمر غمة عربية ؟
الأربعاء مارس 27, 2013 1:11 am من طرف Admin
» عيد الام في ظل السعي لقتل الشعوب العربية على يد الاسلاميين الساسين الكفرة
الخميس مارس 21, 2013 2:50 pm من طرف Admin
» موسوعة البهارات بالصور مع طرق خلط بعض البهارات
الجمعة مارس 15, 2013 7:37 pm من طرف Admin
» ماهي العلمانية ؟
الأحد مارس 10, 2013 4:16 am من طرف Admin
» السعودية وحقوق الانسان والربيع العربي الى اين
الجمعة مارس 08, 2013 6:39 pm من طرف Admin